مقالات

الدكروري يكتب عن الطهارة في الإسلام

الدكروري يكتب عن الطهارة في الإسلام

الدكروري يكتب عن الطهارة في الإسلام
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ينبغي علينا جميعا أن نراعى أنه من أصابه حدث أكبر كالجنابة أو الحيض أو النفاس عند
inbound1872340456545036668
النساء فإنه يُمنع من العبادات التي تشترط لها الطهارة حتى يغتسل، وتلك العبادات هي الصلاة، والطواف، وتلاوة القرآن، ومس المصحف، والمكث في المسجد، غير أنه لم يثبت الدليل في منع الحائض والنفساء من تلاوة القرآن، ومسّ المصحف من وراء حائل، سيما إن احتاجت إلى ذلك، كمراجعة حفظ، ودراسة وتدريس، فيباح لها ذلك، لعدم المانع، كما اختار ذلك شيخ الإسلام، وما عدا هذه العبادات، فإن مَن عليه حدث أكبر لا يمنع منه، كالأذكار، والأدعية، والاستغفار، ورد السلام، وتشميت العاطس، ويُسن للجنب الوضوء عند إرادته الطعام والشراب والنوم، حيث تقول السيده عائشة رضي الله عنها.
“كان النبي صلى الله عليه وسلم، إذا أراد أن يأكل، أو ينام، وهو جُنب، توضأ وضوءه للصلاة” رواه مسلم، وكذا يُسن له الوضوء إن أراد معاودة معاشرة أهله قبل أن يغتسل، قيقول النبي صلى الله عليه وسلم ” إذا أتى أحدكم أهله، ثم أراد أن يعود، فليتوضأ ” رواه مسلم، والجُنب إذا لم يجد الماء، أو كان عاجزا عن استعماله حقيقة أو حكما، فإنه يعدل إلى التيمم، فهو في مقام الماء، كما أخبر الله سبحانه وتعالى، ومتى ما وجد الماء أو قدر عليه، فليتق الله وليمسه بشرته، والاغتسال على نوعين، وتحصل الطهارة بأي منهما، وهكذا ارتفاع الحدث، أما النوع الأول فهو الاغتسال المجزئ، وذلك بأن يفيض الماء على بدنه فيعمّه جميعا، فقد أعطى النبي صلى الله عليه وسلم، الذى أصابته الجنابه إناء من ماء، وقال له ” اذهب فأفرغه عليك ” رواه البخاري. 
وهذا هو القدر الواجب في الغسل، وأما عن النوع الثاني، فهو الاغتسال الكامل، وذلك بأن يغسل يديه ثلاثا، ثم يغسل فرجه وما أصابه المني، ثم يتوضأ وضوءه للصلاة، ثم يحثو على رأسه ثلاث حثوات من الماء تروي أصول شعره، ثم يفيض الماء على بدنه مبتدئا بشقه الأيمن، وذاك ما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم، كما وصف ذلك زوجتاه السيده عائشة بنت أبو بكر، والسيده ميمونة بنت الحارث رضي الله عنهما، فيما رواه البخاري ومسلم، ويجب علينا أن نعلم أن الصلاة هى من أجل العبادات الشرعية، وهى من أعظم الطاعات والقربات، وهى ركن من أركان الإسلام، وهى أصل من أصوله العظام، ولا نجاة بين يدي الله عز وجل، إلا بها، ولا فوز ولا فلاح يوم القيامة إلا بتحقيقها. 
ولقد جعل الله سبحانه وتعالى، لها أحكاما، ووضع لها آدابا وشروطا، حيث لا تصح الصلاة إلا بها، ولا تكمل إلا بتحقيقها، ومن أهم هذه الشروط وأشهرها، هو شرط الطهارة الذي لا يقبل الله سبحانه وتعالى، صلاة إلا به، وقد جاء في الصحيحين فى البخارى ومسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال ” لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ ” وفي صحيح مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، قال ” لا صلاة إلا بطهور” أي لا تصح الصلاة إلا إذا كان هناك قبلها طهور ووضوء يزيل الحدث ويرفعه، ومع أهمية هذا الشرط ، إلا أن كثيرا من المسلمين، يجهلون كثيرا من الأحكام المتعلقة بالطهارة.
ويسيؤون فهمها وتطبيقها، وهذا بدورها يؤدي إلى الخلل في الصلاة، وربما يؤدي إلى فساد الصلاة إذا لم يكن الطهور تاما، وإذا لم يكن صحيحا، فإنه لا صحة ولا كمال للصلاة، ولهذا كان لابد من التنبيه على أحكام الطهارة حتى تصح طهارة المسلم فتصح صلاته بعد ذلك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock