أخبار مصر

الدكروري يكتب عن العمل المفيد يريح النفس

الدكروري يكتب عن العمل المفيد يريح النفس

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الخميس الموافق 16 نوفمبر 2023

الحمد لله فاطر الأرض والسموات، عالم الأسرار والخفيات، المطلع على الضمائر والنيات، أحاط بكل شيء علما ووسع كل شيء رحمة وحلما وقهر كل مخلوق عزة وحكما يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما لا تدركه الأبصار، ولا تغيره الدهور والأعصار، ولا تتوهمه الظنون والأفكار، وكل شيء عنده بمقدار، أتقن كل ما صنعه وأحكمه، وأحصى كل شيء وقدره، وخلق الإنسان وعلمه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، توكلت في رزقي على الله خالقي وأيقنت أن الله لاشك رازقي، وما يك من رزقي فليس يفوتني ولو كان في قعر البحار العوامق، سيأتي به الله الكريم بفضله ولو لم يكن منى اللسان بناطق، فعلام تذهب النفس حسرة وقد قسم الرحمن رزق الخلائق.

وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أفضل من صدع بالحق وأسمعه، اللهم صل على عبدك ورسولك سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وسائر من نصره وكرمه، وسلم تسليما كثيرا، لقد أوتي رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم، ففضل الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم على غيره من الأنبياء عليهم السلام بأن أعطاه جوامع الكلم، فكان صلى الله عليه وسلم يتكلم بالقول الموجز القليل اللفظ، الكثير المعاني وقد أعطاه الله عز وجل مفاتيح الكلام، وهو ما يسره له من البلاغة والفصاحة، والوصول إلى غوامض المعاني وبدائع الحكم ومحاسن العبارات والألفاظ التي أغلقت على غيره وتعذرت عليه، وقال الهروي نعني بجوامع الكلم القرآن جمع الله تعالى في الألفاظ اليسيرة منه المعاني الكثيرة وكلامه صلى الله عليه وسلم.

كان بالجوامع قليل اللفظ كثير المعاني، وقال الزهري جوامع الكلم فيما بلغنا أن الله تعالى يجمع له الأمور الكثيرة التي كانت تكتب في الكتب قبله في الأمر الواحد والأمرين، ونحو ذلك، وقال ابن رجب الحنبلي فجوامع الكلم التي خص بها النبي صلى الله عليه وسلم نوعان، أحدهما ما هو في القرآن، كقوله عز وجل فى سورة النحل ” إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى يعظكم لعلكم تذكرون” وقال الحسن لم تترك هذه الآية خيرا إلا أمرت به، ولا شرا إلا نهت عنه، وأما الثانيه ما هو في كلامه صلى الله عليه وسلم، وهو موجود منتشر في السنن المأثورة عنه صلى الله عليه وسلم، وكذلك فإن النبى صلى الله عليه وسلم أوتي مفاتيح خزائن الأرض.

وقال الخطابي المراد بخزائن الأرض ما فتح على الأمة من الغنائم من ذخائر كسرى وقيصر وغيرهما، ويحتمل معادن الأرض التي فيها الذهب والفضة، وقال ابن حجر قال غيره بل يحمل على أعم من ذلك، وإن الناظر في آيات القرآن الكريم، وفي أحاديث رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، يرى العناية الكبيرة بكل ما يصلح حياة الإنسان في دينه ودنياه ويصلح حياته ومماته، والنجاح والإصلاح في الدنيا مرتبط بالعمل، فارتباط السعادة والفوز بالعمل الصالح ليس مقصورا على الآخرة وحدها ، فلا يخيب سعي ساع ، ولا جهد مجتهد، فمن عمل أجر ومن قعد حُرم، والعمل المفيد يجزى عليه صاحبه في الدنيا والآخرة، فيصلح الله جميع أحواله فالعمل المفيد يريح النفس.

ويسعد القلب ويطيب العيش، ويذهب الحزن والهم والقلق فالمسلم يجد فرحة ولذة بعد إتمام كل عمل صالح يعمله، وهذه السعادة لا تباع ولا تشترى، ولا يستوي من يعمل صالحا ومن يعمل سيئا أو يسيئ إلى غيره كما لا يستويان في الممات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock