دين ودنيا

وقفه مع سيف الله المسلول ” الجزء الرابع “

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الرابع مع سيف الله المسلول، وقد توقفنا عند غزوة مؤتة، وقد نجح خالد بن الوليد في أن يحفظ الجيش من إبادة شاملة، وحارب خالد ببسالة في غزوة مؤتة، وكسرت في يده يومئذ تسعة أسياف، وبعد أن عاد إلى يثرب، أثنى عليه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ولقّبه بسيف الله المسلول، وبعد شهور، نقضت قريش أحد شروط الصلح، عندما هاجم بكر بن مناة بن كنانة حلفاء قريش بني خزاعة حلفاء الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، عندئذ توجه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، في جيش من عشرة آلاف مقاتل إلى مكة، وقسم الجيش إلى أربعة أقسام تولى بنفسه قيادة أحدها وأمّر الزبير بن العوام وسعد بن عبادة وخالد بن الوليد على الثلاثة الأخرى، وأمرهم أن يدخلوا مكة كل قائد من باب، فدخلوها كل من الباب الموكل إليه.

ولم يلق أحدهم قتالا إلا كتيبة خالد بن الوليد، حيث قاتله عكرمة بن أبي جهل وسهيل بن عمرو وصفوان بن أمية في جند جمعوه لقتال المسلمين، واستطاع خالد أن يظفر بهم، وقتل منهم عددا، ثم أرسله الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، في سرية من ثلاثين فارسا لهدم العزى صنم جميع بني كنانة، فهدمها ثم رجع إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، فأخبره فسأله الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، إن كان قد رأى شيئا، فرد بالنفي، فطلب منه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، أن يعود لأنه لم يهدمها، فرجع خالد بن الوليد وهو متغيظ فجرد سيفه، فخرجت إليه امرأة عريانة سوداء ناشرة الرأس، فضربها خالد فشقها نصفين ورجع إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، فأخبره فقال “نعم تلك العزى، وقد يئست أن تعبد ببلادكم أبدا”

وكان موضع العزى ومقر عبادتها في شعب يعرف بشعب سُقام إلى الشمال الشرقي من مكة اتخذه المشركون حمى لها، وبعد الفتح، أرسل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، السرايا لدعوة القبائل إلى الإسلام، فأرسل خالد بن الوليد قائدا على ثلاثة مائة وخمسون من المهاجرين والأنصار وبني سليم في سرية إلى “بني جذيمة بن عامر بن عبد مناة بن كنانة” ولم يأمره بقتال، وهنا كانت أول زلات خالد بن الوليد حيث قاتلهم، وأصاب منهم، رغم معارضة من كان معه من الصحابة، ومنه سالم مولى أبي حذيفة وعبد الله بن عمر بن الخطاب، فلما وصل الخبر إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، رفع يديه إلى السماء ثم قال “اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد” وأرسل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، علي بن أبى طالب إلى بني جذيمة، لدفع ديّة قتلاهم.

ورغم هذا الخطإ، أشركه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، بعد ذلك في غزوة حنين، حيث جعله الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، يومئذ قائدا على بني سليم، وأصيب يومها إصابات بليغة، كما شارك خالد أيضا في غزوة تبوك تحت قيادة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ومن هناك أرسله الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، في سرية إلى دومة الجندل، فدخلها وأسر صاحبها أكيدر بن عبد الملك الذي صالحه الرسول على الجزية، وهدم صنمهم “وُدّ” في العام العاشر من الهجرة بعث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، خالد بن الوليد في شهر ربيع الأول في سرية من أربعمائة مقاتل إلى بني الحارث بن كعب بنجران، وأمره أن يدعوهم إلى الإسلام قبل أن يقاتلهم ثلاثا، فإن استجابوا له يقبل منهم ويقيم فيهم ويعلمهم دينهم، وإن لم يفعلوا يقاتلهم.

ولبّى بنو الحارث بن كعب النداء وأسلموا، فأقام خالد بن الوليد فيهم يعلمهم الإسلام، ثم كتب خالد إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، بذلك، فأمره أن يقيم فيهم يعلمهم، ثم ليقبل معه وفدهم، فوفدوا عليه يعلنون إسلامهم، وبعد وفاة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، انتقضت معظم القبائل العربية عدا أهل مكة والطائف والقبائل المجاورة لمكة والمدينة والطائف على خلافة أبي بكر الصديق رضى الله عنه الخليفة الجديد للمسلمين، واختلفت أسباب الانتقاض، فمنهم من ارتد عن الإسلام، ومنهم من ظل على دين الإسلام مع رفضهم أداء فريضة الزكاة، ومنهم من التف حول مدعي النبوة في القبائل العربية، واستغل مانعو الزكاة من قبائل عبس وذبيان وغطفان خروج بعث أسامة بن زيد الذي كان قد أوصى به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، قبل وفاته. الرابع “
إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الرابع مع سيف الله المسلول، وقد توقفنا عند غزوة مؤتة، وقد نجح خالد بن الوليد في أن يحفظ الجيش من إبادة شاملة، وحارب خالد ببسالة في غزوة مؤتة، وكسرت في يده يومئذ تسعة أسياف، وبعد أن عاد إلى يثرب، أثنى عليه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ولقّبه بسيف الله المسلول، وبعد شهور، نقضت قريش أحد شروط الصلح، عندما هاجم بكر بن مناة بن كنانة حلفاء قريش بني خزاعة حلفاء الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، عندئذ توجه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، في جيش من عشرة آلاف مقاتل إلى مكة، وقسم الجيش إلى أربعة أقسام تولى بنفسه قيادة أحدها وأمّر الزبير بن العوام وسعد بن عبادة وخالد بن الوليد على الثلاثة الأخرى، وأمرهم أن يدخلوا مكة كل قائد من باب، فدخلوها كل من الباب الموكل إليه.

ولم يلق أحدهم قتالا إلا كتيبة خالد بن الوليد، حيث قاتله عكرمة بن أبي جهل وسهيل بن عمرو وصفوان بن أمية في جند جمعوه لقتال المسلمين، واستطاع خالد أن يظفر بهم، وقتل منهم عددا، ثم أرسله الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، في سرية من ثلاثين فارسا لهدم العزى صنم جميع بني كنانة، فهدمها ثم رجع إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، فأخبره فسأله الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، إن كان قد رأى شيئا، فرد بالنفي، فطلب منه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، أن يعود لأنه لم يهدمها، فرجع خالد بن الوليد وهو متغيظ فجرد سيفه، فخرجت إليه امرأة عريانة سوداء ناشرة الرأس، فضربها خالد فشقها نصفين ورجع إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، فأخبره فقال “نعم تلك العزى، وقد يئست أن تعبد ببلادكم أبدا”

وكان موضع العزى ومقر عبادتها في شعب يعرف بشعب سُقام إلى الشمال الشرقي من مكة اتخذه المشركون حمى لها، وبعد الفتح، أرسل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، السرايا لدعوة القبائل إلى الإسلام، فأرسل خالد بن الوليد قائدا على ثلاثة مائة وخمسون من المهاجرين والأنصار وبني سليم في سرية إلى “بني جذيمة بن عامر بن عبد مناة بن كنانة” ولم يأمره بقتال، وهنا كانت أول زلات خالد بن الوليد حيث قاتلهم، وأصاب منهم، رغم معارضة من كان معه من الصحابة، ومنه سالم مولى أبي حذيفة وعبد الله بن عمر بن الخطاب، فلما وصل الخبر إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، رفع يديه إلى السماء ثم قال “اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد” وأرسل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، علي بن أبى طالب إلى بني جذيمة، لدفع ديّة قتلاهم.

ورغم هذا الخطإ، أشركه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، بعد ذلك في غزوة حنين، حيث جعله الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، يومئذ قائدا على بني سليم، وأصيب يومها إصابات بليغة، كما شارك خالد أيضا في غزوة تبوك تحت قيادة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ومن هناك أرسله الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، في سرية إلى دومة الجندل، فدخلها وأسر صاحبها أكيدر بن عبد الملك الذي صالحه الرسول على الجزية، وهدم صنمهم “وُدّ” في العام العاشر من الهجرة بعث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، خالد بن الوليد في شهر ربيع الأول في سرية من أربعمائة مقاتل إلى بني الحارث بن كعب بنجران، وأمره أن يدعوهم إلى الإسلام قبل أن يقاتلهم ثلاثا، فإن استجابوا له يقبل منهم ويقيم فيهم ويعلمهم دينهم، وإن لم يفعلوا يقاتلهم.

ولبّى بنو الحارث بن كعب النداء وأسلموا، فأقام خالد بن الوليد فيهم يعلمهم الإسلام، ثم كتب خالد إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، بذلك، فأمره أن يقيم فيهم يعلمهم، ثم ليقبل معه وفدهم، فوفدوا عليه يعلنون إسلامهم، وبعد وفاة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، انتقضت معظم القبائل العربية عدا أهل مكة والطائف والقبائل المجاورة لمكة والمدينة والطائف على خلافة أبي بكر الصديق رضى الله عنه الخليفة الجديد للمسلمين، واختلفت أسباب الانتقاض، فمنهم من ارتد عن الإسلام، ومنهم من ظل على دين الإسلام مع رفضهم أداء فريضة الزكاة، ومنهم من التف حول مدعي النبوة في القبائل العربية، واستغل مانعو الزكاة من قبائل عبس وذبيان وغطفان خروج بعث أسامة بن زيد الذي كان قد أوصى به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، قبل وفاته.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock