دين ودنيا

الدكروري يكتب عن مشكلة تعوق وتعكر عن الزواج

الدكروري يكتب عن مشكلة تعوق وتعكر عن الزواج
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الكبر هو سبب من أسباب هلاك الأمم السابقة، فبكبرهم وعنادهم طغوا وتجبّروا وظلموا وأفسدوا، تمردوا على خالقهم، واستنكفوا عن عبادته، وقاتلوا أنبياءه ورسله، وصدوا عن سبيله، فحق عليهم العذاب، وجاءهم الهلاك، وحل بهم الدمار، وكما ان الكبر هو سبب في الإعراض عن الحق، والبعد عن دين الله، والصرف عن آياته فالمتكبر لا يقبل الحق، ولا ينتفع بآيات الله، ولا تؤثر فيه موعظة ولا نصيحة، وإن التغالى في المهور مشكلة تعوق وتعكر عن الزواج الذي أمر الله به ورسوله، وهو خلاف المشروع، فإن المشروع في المهور تخفيفها، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى عبد الرحمن بن عوف وعليه وضر من صفرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم “مهيم “؟ قال يا رسول الله تزوجت امرأة من الأنصار، قال “ما سقت إليها؟

قال نواة من ذهب أو وزن نواة من ذهب، قال صلى الله عليه وسلم ” أولم ولو شاة ” والسيدة عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “إن أعظم النكاح بركة أيسره مؤنة” وعن سهل بن سعد الساعدى رضي الله عنه قال جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله أهب لك نفسي فنظر إليها رسول صلى الله عليه وسلم فصعد النظر فيها وصوبه ثم طأطأ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه” فلما رأت المرأة أنه لم يقض فيها شيئا جلست فقام رجل من أصحابه فقال يا رسول الله إن لم يكن لك بها حاجة فزوجنيها؟ فقال “فهل عندك من شيء ؟ فقال لا والله يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم “اذهب إلى أهلك فانظر هل تجد شيئا؟ فذهب ثم رجع فقال لا والله ما وجدت شيئا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

“انظر ولو خاتم من حديد” فذهب ثم رجع، فقال لا والله يا رسول الله ولا خاتم من حديد ولكن هذا إزارى قال سهل ما له رداء، فلها نصفه، فقال رسول الله ما تصنع بإزارك إن لبسته لم يكن عليها منه شيء وإن لبسته لم يكن عليك منه شيء فجلس الرجل حتى إذا طال مجلسه قام فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم موليا فأمر به فدعي فلما جاء قال ماذا معك من القرآن؟ قال معي سورة كذا وكذا “عددها” فقال صلى الله عليه وسلم” تقرؤهن عن ظهر قلبك؟ قال نعم، قال صلى الله عليه وسلم” اذهب فقد ملكتها بما معك من القرآن” وعن أبي العجفاء السلمي قال خطبنا عمر رضي الله عنه فقال ألا لا تغالوا بصدق النساء فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله لكان أولاكم بها النبي صلى الله عليه وسلم، ما أصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من نسائه.

ولا أصدقت امرأة من بناته أكثر من ثنتى عشر أوقية، فاتقوا الله أيها الناس واتقوا الله أيها الأولياء وزوجوا من ترضون دينه وخلقه ولا تمنعوا النساء، فإن في ذلك تعطيلا للرجال والنساء وتفويتا لمصالح النكاح وانتشارا للمفاسد، إذا لم يتزوج أبناؤنا ببناتنا فبمن يتزوجون؟ وإذا لم نزوج بناتنا بأبنائنا فبمن نزوجهن؟ أترضون أن يتزوج أبناؤنا بنساء أجنبيات بعيدات عن بيئتنا وعاداتنا ولهجاتنا، فتتغير البيئة والعادة واللهجة بجلبهن، وربما حصل منهن إتعاب للزوج بكثرة طلبهن السفر إلى بلادهن أو غير ذلك، أترضون أن تبقى بناتنا بدون أزواج يحصنون فروجهن وينجبن منهن الأولاد الذين بهم قرة أعينهن، إنه لا بد من أن يتزوج أبناؤنا ببناتنا، ولكن علينا أن نتعاون لتسهيل الطرق أمامهم مخلصين لله قاصدين بذلك تحصيل ما أمر الله به ورسوله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock