دين ودنيا

وقفه مع زيد بن ثابت الأنصاري ” جزء 8″

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الثامن مع زيد بن ثابت الأنصاري، ولقد كان عمر بن الخطاب رضى الله عنه يستخلفه إذا حج على المدينة، وزيد بن ثابت رضى الله عنه، هو الذي تولى قسمة الغنائم يوم اليرموك، وقد استعمله عمربن الخطاب على القضاء وفرض له رزقا، وكان والد الصحابى الجليل زيد بن ثابت توفى يوم بعاث وبعاث أو يوم بعاث هي آخر معركة من معارك الأوس والخزرج بيثرب، قبل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم, وبُعاث وقعت قبل الهجرة بخمس سنوات وتعد أشهر وأدمى معركة بين اليثربيين وآخرها إذ أخذت بهم الأحقاد والضغون إلى أن أخذوا يستعدون لها ويعدون قبل شهرين وقيل أربعين يوما من وقعتها وقد حالف الخزرج أشجع وجهينة.
وحالف الأوس مزينة وقبائل اليهود بني قريظة وبنو النضير وغيرهم وسميت المعركة ببعاث نسبة للمنطقة التي تصادم بها الحشدان وقامت عليها الحرب، وكانت يثرب تموج بحروب لا بداية لها ولا نهاية بين الأوس والخزرج، فكان في نفوسهم الشيء الكثير من الثارات والاحتقانات وكان يوم بُعاث خاتمة لهذه الحروب الأهلية التي أنهكتهم لسنين مديدة، وكانت بدايات واقعة بُعاث أن علمت الخزرج أن بني قريظة و بني النضير يعاونون الأوس في معاركهم، فبعثوا لهم رسالة يعمها التهديد والتخويف وتأليب من هم أقوى منهم عليهم من العرب وطلبوا منهم أن يعتزلوا، ويخلوا بينهم وبين الأوس فلا يشركون أنفسهم في ما ليس لهم، فلما بلغ اليهود ذلك ردوا على الخزرج أن الأوس.
فعلا قد طلبوا نصرتهم لكنهم لن يفعلوا، فطلب الخزرج حينها من اليهود النضير وبني قريظة، رهائن تكون معهم ليأمنوا حربهم، فأرسل لهم اليهود أربعين غلاما من غلمانهم إلى الخزرج، وفي أحد الأيام قام عمرو بن النعمان البياضي إلى قومه الخزرج وأطمعهم في أراضي النضير وبني قريظة وما تحويه من ماء ونخيل، وما عليه أرضهم من سبخة لا تسكن ولا تطاق، ثم كتب إلى قريظة والنضير يطالبهم بأن يخلوا بينهم وبين ديارهم أو قتل الرهائن, فعزم بنو قريظة والنضير على الجلاء والخروج إلا أن كعب بن أسد القرضي قال ” يا قوم امنعوا دياركم وخلوه يقتل الرهن والله ما هي إلا ليلة يصيب فيها أحدكم امرأته حتى يولد له غلام مثل أحد الرهن ” فما كان من القوم إلا أن وافقهوه رأيه.
وراسلوا عمرو بأنهم رفضوا تسليم منازلهم، فقام عمرو وبعض مُطيعيه من الخزرج فقتلوا الرهن, ولم يرضى هذه الفعلة عبد الله بن أبي بن سلول فقال هذا عقوق ومأثم وبغي فلست معينا عليه ولا أحد من قومي أطاعني، وبعد هذه الحادثة وبنفس اليوم تقاتل الأوس مع الخزرج قتالا يسيرا, ثم أرسل النضير وبني قريظة إلى الأوس بالقتال معهم ونصرتهم على الخزرج كما حالفتهم بنو ثعلبة وبنو زعوراء، وأجمعوا أمرهم على القتال، وبعد وقعة قتل غلمان اليهود وهم الرهن، من قِبل عمرو بن النعمان وبعض مطاوعيه من الخزرجيين، لم يتوانى بنو النضير وبنو قريضة عن إعلان مُحاربة الخزرج يدا بيد مع الأوس، واشتغل الأوس لفترة طويلة تجاوزت الأربعين يوما.
بتجميع الحلفاء فانضمت لهم قبائل من بنو ثعلبة، من غسان، وبني زعوراء، وجدوا في عزمهم على قتال الخزرج وتسلحوا وتجهزوا وأعدوا للقتال عُدته، وقد بلغ هذا الخبر الفظيع الخزرج فقام عمرو بن النعمان، وعمرو بن الجموح السلمي إلى عبد الله بن أبي بن سلول وكلموه بالقتال لكن عبد الله بن أبي خالفهم ووبخهم لأفعالهم وبغيهم فرد عليه عمرو بن النعمان، انتفخ والله سحرك يا أبا الحارث حين بلغك حلف الأوس قريظة والنضير, فقال عبد الله بن أبي بن سلول والله لا حضرتكم أبدا ولا أحد أطاعني أبدا ولكأني أنظر إليك قتيلا تحملك أربعة في عباءة, وتخلف عبد الله بن أبي عن القتال هو ورجال من الخزرج على رأسهم عمرو بن الجموح.
قد تكون صورة لـ ‏‏شخص واحد‏ و‏زهرة‏‏

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock