بقلمي جمال القاضي
اسأل الورود ومن أين عطورها
من الذي أسكن العطر في زهورها
فهذا صنيع ربي وكان بجمالها
ومن البشر صنوفاً مثلها
طيب الخلق ومن الصفات غيرها
وذات الطيب من الأنفاس
كان لما ملئت به الجوف والمِعَى
فهذا تستنشق عطور أنفاسه
كريح طيب تجود بأنسامها
وغيره ذات ريح أريحاً سيئاً
يفرق الجمع إذا جار له المتكلم
وهذا تراه بصفات خلقاً طيباً
ومن طيب قلبه تهوى جواره
وحديثه لاتضجر منه المسامع
وغيره بصفات سوء وإن تعطر
بأزكى العطور فذاك الفيح أصيله
مهما كان بجميل العطور جسده غسل
وكل الصفات من قبح وجمال فكلها
بين الشفاه كلمات بها اللسان تكلمَ
فكن من طوائف الصفات وجمالها
فإن بعضها تخفىٓ عيوبه بالتجمل
كمعدن خبيث ولذاك كيره يتطاير
يطلى بالجواهر ليخفي سُوَءاً مخبأ
وكن كالورود إذا جفت وريقاتها يبقى
جمالها طابعاً أصيلاً مهما صار جفافها
زر الذهاب إلى الأعلى