أخبار مصر

الدكروري يكتب عن التقليد الأعمى لأهل الكفر

الدكروري يكتب عن التقليد الأعمى لأهل الكفر

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الأربعاء الموافق 20 ديسمبر

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين، سبحانه وتعالى ولى الصالحين، وناصر ومؤيد المؤمنين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صلي وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، حق قدره ومقداره العظيم أما بعد لقد وضع الله تعالي حكمه وشرعه في كتابه العزيز وهو القرآن الكريم قبل خلق الإنسان فهو الميزان لنحكم به بالعدل وأمرنا أن نقيم العدل وألا نطغي ولا نخسر الميزان، ووضع الله الأرض وما فيها من نعم للناس لنشكره عدد نعمه ولنؤمن ونحسن العمل، ووضع الإنسان من والدته وأمر الله للوالدين بالإحسان، ووضع الله أول بيت للناس ببكة مباركا وهدى للعالمين.

وكما وضع الله تعالي الكتاب فيه كل أعمال الإنسان وبموجبه يتم الحساب، ووضع الله الكتاب في الآخرة في عمل كل إنسان ينشره يوم الحساب يوم العدل الذي لا يظلم فيه أحد، وليعلم الإنسان ما وصى به الرحمن للوالدين من إحسان، فقال تعالي “وقل رب اغفر لي ولوالدي وارحمهما كما ربياني صغيرا” واعلموا يرحمكم الله إن المذنب من المسلمين اذا استغفر فانه يجد الله غفورا رحيما، والنبي صلي الله عليه وسلم يقول “التاءب من الذنب كمن لاذنب له” فاللهم اجعلنا من الذين آمنوا وعملوا الصالحات وحكموا بميزان شرعك وكتابك ولا تجعلنا من المخسرين وادخلنا برحمتك جنة النعيم، واعلموا يرحمكم الله إن التقليد الأعمى لأهل الكفر والشرك هو مظهر لا يكاد ترفع بصرك حتى تراه في مجالات كثيرة.

حيث التقليد في شؤون القضاء والحكم والسياسة، والتبعية العمياء لدول الكفر والإلحاد في ذلك، والتقليد في الملبس والمظهر، حيث الشباب المخنث، والتغزل والغرام، وضحالة الثقافة والفكر، وضياع معالم الولاء والبراء في عقيدة المسلم، وحب التقليد الدائم والمستمر لكل ما هو غربي وشرقي، وهذه هي أهم معالم ومظاهر الغفلة في حياة الأمة المعاصرة اليوم، والتي ينبغي عليها أن تتخلص منها لتصحو من رقادها، وتستبين طريقها، وإلا فإن الأمة ستظل مضروبة بيد من الذل والهوان، من قِبل أعدائها، وستظل تدور حول رحاها بلا طعام يشبعها، ولا منهج يهديها، وإن التفكر في خلق الله تعالى من أكثر الوسائل التي تدعو إلى الإيمان، وتزيد اليقين لدى الإنسان وتعرفه بعظمة الخالق ومدى علمه وحكمته.

فالله عز وجل خلق السماوات والأرض بالحق، ولم يخلقهما باطلا ولا عبثا ولم يخلق شيئا سُدى ولو تأمل الإنسان وتفكر بعمق في هذا الكون وما فيه من مخلوقات لأيقن تمام اليقين أن هذا الكون مخلوق بقدر متناهي في الدقة، خلقه إله حكيم قدير عليم، قدّره أحسن تقدير ويكفي أن نتدبر في أن هذا الكون بسماواته ونجومه ومجراته، وما فيه من أرضنا وما تزخر به من بحار وأنهار وأراضين وجبال وحيوانات وأشجار قد خلقه الله سبحانه وتعالى من عدم، لنستشعر مدى قدرة الله وعلمه وحكمته، والجبال منظومة كونية يرد ذكرها في القرآن بصيغة الجمع، فإذا ما وردت الكلمة بصيغة المفرد “جبل” فإنها تحمل إيحاء مخصوصا، فهي جبال شهدت مع الخليل إبراهيم عليه السلام كيف يحيي الله الموتى، أو جبل دُك في الأرض حينما تجلى الله له.

أو جبل يخشع ويتصدع من حمل الأمانة، أو جبل ينتق فوق بني اسرائيل، ليأخذوا ما آتاهم الله بقوة، أو جبل يعتقد ابن نوح جهلا منه أنه يعصمه من الغرق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock