دين ودنيا

الدكروري يكتب عن مفتاح الجنة في إتباع السنة

الدكروري يكتب عن مفتاح الجنة في إتباع السنة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن مفتاح الجنة في إتباع السنة، ففي صحيح البخاري قال عليه الصلاة والسلام “كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قالوا ومن يأبى يا رسول الله؟ قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى ” وكذلك فإن الإعتصام بالسنة وإتباعها عصمة من الضلال ونجاة من الفتن، فقال عليه الصلاة والسلام “تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبدا كتاب الله وسنتي” رواه الحاكم، وقال عليه الصلاة والسلام في وصيته التي وصّى بها أصحابه “أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمّر عليكم عبد وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدى عضوا عليها بالنواجذ” رواه الحاكم والبيهقي، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

” افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، فقيل من هي يا رسول الله؟ قال ما أنا عليه وأصحابي” رواه ابن ماجه، وكذلك فإن إتباع النبي صلى الله عليه وسلم سبيل إلى محبة الرب العلى، وكذلك فإن إتباع النبي صلى الله عليه وسلم شرط في إيمان العبد، فقال عليه الصلاة والسلام “لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين” وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد عمر يوما فقال يا رسول الله لأنت أحب إلىّ من كل شيء إلا من نفسي، فقال صلى الله عليه وسلم “لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك” فقال له عمر فإنه الآن والله لأنت أحب إلىّ من نفسي فقال صلى الله عليه وسلم “الآن يا عمر”

وإن مخالفة هدى النبي صلى الله عليه وسلم ضلال كبير وشر مستطير، فلو أن مريضا خالف طبيبه في وصف الدواء لا تهمه الناس بقصور في عقله، أو لو أن رجلا يسير بسيارته فيخالف علامات المرور ويتبع المهالك لاتهم بالجنون، فكيف بمن خالف رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قد نزل عليه الوحي ولم ينزل على غيره ورأى الجنة والنار ولم يرهما غيره وتكلم مع الله ولم يتكلم معه غيره منا، فقال الله تعالى فى سورة النور ” فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم” وكذلك اتباع الصحابة رضي الله عنهم للرسول صلى الله عليه وسلم، فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه “لست تاركا شيئا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به إلا عملت به وإني أخشى إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ”

وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه جاء إلى الحجر الأسود فقبله وقال “إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك من قبلتك، ثم قال مالنا الرمل وإنما كنا راءينا به المشركين وقد أهلكهم الله ثم قال شيء صنعه النبي صلى الله عليه وسلم فلا نحب أن نتركه” متفق عليه، وسار على منواله ولدُه الموفق عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فعن مجاهد قال كنا مع ابن عمر رحمه الله في سفر فمر بمكان فحاد عنه فسُئل لم فعلت ذلك؟ قال “رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل هذا ففعلت” رواه أحمد، ولقد توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد فترة وجيزة من حجة الوداع بعد أن ألم به المرض، و كان ذلك يوم إثنين من ربيع الأول في السنة الحادية عشر من الهجرة.

الموافق اليوم الثامن من شهر يونيو من سنة ستمائة واثنين وثلاثين من الميلاد ومات رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمره ثلاثة وستون عاما على حجر زوجته أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها و هو يقول ” بل الرفيق الأعلى”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock