أخبار مصر

الدكروري يكتب عن الصحابة في عمرة القضاء

الدكروري يكتب عن الصحابة في عمرة القضاء
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر التاريخية كما جاء في كتب السيرة النبوية الكثير والكثير عن غزوة عمرة القضاء، وإن عمرة القضاء، هي العمرة التي أداها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصحابه رضي الله عنهم، في العام السابع
inbound4217911394361677749
للهجرة، بعد الاتفاق مع قريش عليها في صلح الحديبية، إذ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أملى على قريش في بنود الصلح، أن يخلوا بين المسلمين والبيت الحرام ليطوفوا به، فوافقت قريش على ذلك، ولكن في العام الذي يلي الصلح، فلما كان الموعد المقرر لتلك العمرة، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، بألفين من أصحابه مدججين بالسلاح، يصحبون معهم عدة الحرب، تحسبا لأي خيانة من قريش، وسرعان ما نقلت عيون قريش الأخبار إليهم. 
فلما علموا بذلك خافوا وأرسلوا مكرز بن حفص، على رأس وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالتقى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى مكة المكرمة ومعه أصحابه رضي الله عنهم، يحملون السيوف في أغمادها كما عاهدوا قريش، وأما كفار قريش فخرجوا إلى الجبال المحيطة لأنهم كانوا قد عاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، على إخلاء مكة لثلاثة أيام كاملة للمسلمين، فوقفوا ينظرون إليهم وهم يؤدون مناسك العمرة، فطاف المسلمون بالكعبة، وفرحت قلوبهم برؤيتها، وتمت العمرة، وفي آخر الأيام الثلاثة، تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم، من ميمونة بنت الحارث الهلالية رضي الله عنها.
وهي أخت أم الفضل زوجة العباس بن عبد المطلب، وخالة خالد بن الوليد، ويمكن القول إن لهذا الزواج بُعدا سياسيا وهو تأليف قلب خالد بن الوليد، الذي كان يُعد أعظم قادة قريش على الإطلاق، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعلم أن إسلام خالد بن الوليد يشكل ضربةً قويةً للكفر والكافرين، وهذا ما حدث بعد أشهر قليلة من عمرة القضاء، وبعد انتهاء الأيام المحددة للعمرة، أرسلت قريش حويطب بن عبد العزى وسهيل بن عمرو، لحث رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمسلمين على الخروج من مكة، فقالوا له بغلظة إنه قد انقضى أجلك فأخرج عنا، ورغم جفائهم، رد عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، بشكل طبيعي متناسيا كل آزاهم، وكان كريما ودودا مضيافا معهم. 
يريد أن يتألف قلوبهم، وقال صلى الله عليه وسلم ” وما عليكم لو تركتمونى فعرست بين أظهركم، فصنعنا لكم طعاما فحضرتموه ” ولكنهم ردوا بجفاء الأعراب، وقالوا لا حاجة لنا في طعامك فاخرج عنا، فاحترم رسول الله صلى الله عليه وسلم، المعاهدة، وخرج على الرغم من ضعف المشركين و قوة المسلمين، ثم عاد قافلا إلى المدينة المنورة، وإن للعمرة فوائد عديدة تعود على من أدّاها، وهى أن العمرة تمحو الذنوب والسيئات وتكفرها، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock