مقالات

هل انتهى زمن الاستعلاء بأموال النفط؟

هل انتهى زمن الاستعلاء بأموال النفط؟

للدكتور حسن عبد العال كلية التربية جامعة طنطا

متابعة :أحمد عبد الحميد

لم تغب عن ذاكرتى أبدا الكلمات التى تطاولت بها النائبة الكويتية على مصر والمصريين ، وهى تمن على المصريين العاملين فى بلدها ، بأنهم يأخذون أموال الكويت ويهاجروا بها إلى بلدهم مصر فيعمروا ويبنوا ، وكأنهم ينهبون أموال الكويت ، ولا يتقاضون أجرا نظير أعمال يقومون هى أجل وأعظم من قليل المال الذى يحصلون عليه ولا يكافىء قيمة جهودهم فى مجلات التعليم والطب والهندسة والقضاء والبناء و كافة صعد الحياة ، ويشيدون صرح هذه الدولة التى لولا سواعدهم وجهودهم لما كانت على هذا النحو ، كذلك مازلت أذكر بمرارة كلمات الصحفى الكويتى الذى عيرنا نحن المصريين بالفقر ، وارتفاع بنسبة الفقراء وراح يتندر بكيف يعيش المصريون وكيف يأكلون ويشربون ، وهى كلمات أقل ما توصف به أنها ( عيب )، وهل ننسى تصريح ما أسموها فى الخليج فنانة ، وهى تصيح فى ( قرف) ارموهم فى الصحراء ، فمستشفياتنا لا تسعنا وتسعهم ، وحتى لا ينتشر وباء كورونا ، تقصد الوافدين الذين لحقتهم الإصابة بالفيروس اللعين ،وكأن الوافدين العاملين فى الكويت هم بالنسبة لها أيضا وباء يجب الاحتراز منه ، وغيرها من عبارات السفه وإنكار الجميل الذى قامت به مصر العظيمة ، واقربها إلى الذاكرة – وما يحاول أن يتناسوه هؤلاء وأمثالهم – تحرير الكويت من جحافل جيش صدام حسين حين احتل جيشه كل الكويت فى ساعات ، ولم يحرر أرضها ويطرد المحتل منها إلا جيش مصر خير اجناد الأرض ، وتناست هذه الطغمة التى تطاولت على مصر العظيمة ، أنها أوت بين جنباتها من فر منهم لينجو بحياته من قتل وتدمير جيش صدام ، وكم أحسنت مصر العظيمة استقبالهم ، وحظوا برعاية الدولة والمصريين .
والله لا أقول ذلك شماتة كما فعل هؤلاء وإضرابهم ، وانما أردت أن أنبه هؤلاء إلى الم الجرح الذى أحدثته كلماتهم المسمومة وغير المسؤلة .
وجاءت كورونا بتدعياتها على العالم كله ، وكانت وطأتها ثقيلة ومؤلمة ، لكن وطأة هذه التداعيات كانت شديدة ، على دول الخليج التى تعتمد الاقتصاد الريعى ، ويعتمداقتصادها اعتمادا شبه كلى على النفط ، والنفط وحده ، فواجهت هذه الدول أزمة مالية غير مسبوقة فى الميزانية بسبب انهيار اسعار أسواق النفط ، والاضطراب الاقتصادى العالمى بسبب كورونا ، وقلة الطلب على النفط فى المستقبل القريب ، وتناقلت الصحف العالمية ومنها الجارديان كما ذكر الصحفى خالد سيد احمد أن” هذه نهاية حقبة . إن عصر لمتلاك الخليج كل هذه الأموال قد ولى ” .
لقد كانت دول الخليج تحظى برعاية أمريكا ودول الغرب الكبرى ، لأنها تنفق أموالا طائلة لشراء السلاح الغربى ، وبذلك تدعم اقتصاديات هذه الدول بتشغيل مصانع السلاح فيها ، إلى جانب مدخرات اموال هذه الدول فى مصارف أمريكا ودول الغرب ، ولقد قرأت مؤخرا حسب معهد ستوكهولم الدولى أن السعودية – على سبيل المثال – أنفقت ٦٢ مليار دولار على الأسلحة العام الماضى ، وبالطبع هناك دول خليجية تنفق أموالا طائلة لشراء السلاح ، للتامين ، إضافة إلى ما تحصل عليه أمريكا من أموال لحماية هذه الدول من التهديدات التى تحيط بها والقواعد العسكرية الأمريكية بها .
إن دول الخليج بعد انهيار أسعار النفط ، وقلة الطلب عليه فى أزمة حقيقة ، خصوصا وأنها تعتمد فى ميزانياتها عليه .
مرة أخرى اللهم لا شماته ، فأتمنى كعربى أن تنتهى إن شاء الله هذه الأزمة ، وتعود لهذه البلاد قدرتها المالية .
لكن السؤال : هل كان فى تقدير الذين تطاولوا فى استعلاء خائب على مصر والمصريين ، أن الحال سيبقى دون تغيير ، وأن أموال بلادهم فى ازدياد لا تنقص وأنهم فى أمان من غوائل الزمن ، ألا تدعوا الصدمة إلى عودة الرشد وتقدير جهود الآخرين وعدم الكبر والاستعلاء وقلة ( . . . ) نأمل والله المستعان

اظهر المزيد

شبكه أخبار مصر

فاطمة الشوا رئيس مجلس إدارة جريدة شبكة أخبار مصر وصاحبة الإمتياز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock