دين ودنيا

وقفه مع قطبة بن عامر الأنصاري ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

إن الصحابة الكرام الذين هم خير خلق الله تعالى بعد الرسل والأنبياء، وهم الذين اختارهم الله عز وجل لصحبة نبيه المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، فهم أكثر هذه الأمة فهما وعلما، والأطهر قلوبا، والأقوم هديا، وقّافون عند حدود الله، سريعوا الإنابة، زُهّاد بالحياة الدنيا، توّاقون للآخرة، فالصحابى هو من لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورآه، وآمن به، ومات على ذلك، وكانت حياة الصحابة وجميع أقوالهم وأفعالهم اقتباسا وتطبيقا للقرآن الكريم، واتباعا لفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقوله، فلهم الفضل الكبير في إيصال هذا الدين، ونشره في أصقاع الأرض، وحفظه من التحريف والزيادة والنقصان، وهم من بذلوا الغالي والرخيص.

في سبيل نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والدفاع عن دينه، فلاقَوا أشد أنواع العذاب، وصبروا وتحملوا، فهم مصابيح الدُجى، وأئمة الهدى، وقدوة يُقتدى بها فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قَال ” أصيب، أي لحقت به خسارة رجل في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فى ثمار ابتاعها فكثر دينه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مترفقا بحاله ” خذوا ما وجدتم وليس لكم إلا ذلك ” والمعنى هو أنه ليس لكم زجره وحبسه لأنه ظهر إفلاسه، بل يُخلى ويُمهل إلى أن يحصل له مال، فيأخذ الدائنون ديونهم بعد ما يحصل له مال وليس معناه إبطال ديونهم” رواه مسلم، ولقد كان النبى صلى الله عليه وسلم يستشير أصحابه الكرام.

وهكذا فكان من أحواله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه استشارته لهم، فكثيرا ما كان يقول لهم ” أَشيروا عليّ أيها الناس” رواه مسلم، وكان صلى الله عليه وسلم حريصا على تعليم أصحابه، فحينما أساء رجل في صلاته ولم يحسن القيام بها فقد علمه صلى الله عليه وسلم صفتها ثم قال صلى الله عليه وسلم ” صلوا كما رأيتمونى أصلى ” رواه البخارى، وفي حجة الوادع قال صلى الله عليه وسلم لأصحابة ” لتأخذوا عنى مناسككم، فإنى لا أدرى لعلى لا أحج بعد حجتى هذه ” رواه مسلم، وقال أبو ذر رضي الله عنه ” تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما طائر يقلب جناحيه فى الهواء إلا وهو يذكرنا منه علما ” قَال.

فقال صلى الله عليه وسلم ” ما بقى شئ يقرب من الجنة ويباعد من النار، إلا وقد بُيّن لكم ” رواه الطبراني، ولقد نهى صلى الله عليه وسلم عن المغالاه فى مدحه فعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سمع عمر رضي الله عنه يقول على المنبر، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ” لا تطرونى أى تبالغوا فى مدحى، كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبده، فقولوا، عبد الله ورسوله ” رواه البخارى، فهذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسوف نتحدث عن صحابى جليل من صحابته صلى الله عليه وسلم، وكان من الرماة المذكورين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقي النبي صلى الله عليه وسلم، في الستة الذين أسلموا أول من أسلم من الأنصار.

وشهد العقبتين وبدرا ورمى يوم بدر حجرا بين الصفين وقال لا أفر حتى يفر هذا الحجر، وشهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجرح يوم أحد تسع جراحات، وتوفي في خلافة الخليفه عثمان رضي الله عنهما، ألا وهو قطبة بن عامر بن حديدة، وهو صحابي من الأنصار من بني سواد بن غنم، من بني سلمة من الخزرج، وكان قطبة واحدا من ستة من الأنصار أسلموا في مكة قبل بيعتي العقبة، ثم شهد بيعتي العقبة، ومن بعدها شهد مع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم المشاهد كلها، وكانت معه راية بني سلمة يوم الفتح، وجُرح يوم أحد تسع جراحات، ورمى يوم بدر حجرا بين الصفين، وقال لا أفر حتى يفر هذا الحجر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock