مقالات

الدكروري يكتب عن ولا تكتموا الشهاده

الدكروري يكتب عن ولا تكتموا الشهاده
بقلم / محمـــد الدكـــروري

اتقوا الله أيها الناس وأروه منكم كل خير, واحذروا التنكب عن طريقه أو البعد عن سبيله واعلموا أنكم إليه راجعون, ثم ينبئكم بما كنتم تعلمون, فقال تعالى ” يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ” ولقد أمر الله سبحانه وتعالى بالإحسان إلى الآخرين ومدّ يد العون لهم ونصحهم وتوجيههم والبذل والتضحية من أجلهم, في إشارة مهمة بأن الإسلام دين تعاون ولحمة, وأخوة وصحبة وإيثار وخدمة, حيث قال الله تعالى ” وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ” وقال تعالى ” وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا” وكما قال تعالي ” وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن “

ويقول الله عز وجل كما جاء فى سورة البقرة ” ولا تكتموا الشهاده ومن يكتمها فإنه آثم قلبه” وهى بمعنى إذا كتموها وهم يعلمون عليهم إثم، ولا يجوز لهم ذلك، أما إن كان عندهم شك فلا حرج عليهم، إذا كان ما عندهم ضبط لا يجوز لهم الشهادة وهم غير ضابطين، فلا يجوز لهم يجاملون لأجل أحد له حق عليهم، أو لأنه صاحبهم فالشهادة أمرها عظيم فإذا كان عندهم علم وجب عليهم الأداء وحرم عليهم الكتمان، أما أن يشهدوا لأجل صاحبهم بالشبهة أو بالشك لا ما يجوز هذا، مثل ما يفعل بعض البدو وبعض الحضر أيضا ما دام صديقا له، يقول أنت صديقي وتعرف أني صادق اشهد لى، هذا ما يجوز، ولو أنك أخوه ولو أنك صادق، ما يشهد إلا بالأمر الواضح وإلا شهادة الزور من أقبح الكبائر نعوذ بالله.

فلا بد أن يشهد الإنسان بشيء يعلمه، أما قوله أنك تعرفني، وأنا الحمد لله صدوق، وأنا وأنا وأنا اشتريت من فلان كذا أو بعته كذا اشهد لي هذا ما يجوز، ولو أنه من الصحابة ما يجوز يشهد له بغير حق، فإن شهادة الزور هي تعمّد الحنث باليمين أو تزوير تأكيد لقول الحقيقة، سواء كانت مكتوبة أو منطوقة، بشأن مسألة أساسية لإجراء قضائي ما، ويتعهد الشاهد كذبا، بقول الحقيقة عن المسائل التي تؤثر على نتيجة القضية، على سبيل المثال، الكذب بشأن عمر شخص ما، لا يعتبر شهادة زور، إلا إذا كان العمر عاملا لتحديد النتيجة القانونية، كالجدارة باستحقاقات التقاعد بعد سن معين، وتعتبر شهادة الزور جريمة خطيرة لإمكانية استخدامها في اغتصاب سلطة المحاكم، وهو الأمر الذي يسبب إخفاق للعدالة.

ونظرا لما لشهادة الزور من أضرار ومخاطر على الأفراد والمجتمعات فقد ورد ذمها في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسبب الاهتمام بذلك كون قول الزور أو شهادة الزور أسهل وقوعا على الناس، والتهاون بها أكثر، فإن الإشراك ينبو عنه قلب المسلم، والعقوق يصرف عنه الطبع، وأما الزور فالحوامل عليه كثيرة، كالعداوة والحسد وغيرها، فاحتيج للاهتمام بتعظيمه وليس ذلك لعظمها بالنسبة، بل لكون مفسدة الزور متعدية إلى غير الشاهد بخلاف الشرك فإن مفسدته قاصرة غالبا، بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حذر من الزور وقوله والعمل به حتى قال “من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه” رواه البخارى.

فإن شهادة الزور، هو مركب إضافي يتكون من كلمتين، هما الشهادة، والزور، أما الشهادة في اللغة، فمن معانيها البيان، والإظهار، والحضور، ومستندها المشاهدة، إما بالبصر، أو بالبصيرة، وأما الزور، فهو الكذب والباطل، وقيل هو شهادة الباطل، ويقال رجل زور، وقوم زور،أى، مُموه بكذب، وشهادة الزور عن الفقهاء هى الشهادة بالكذب، ليتوصل بها إلى الباطل، من إتلاف نفس، أو أَخذ مال، أو تحليل حرام، أو تحريم حلال، وأما عن الفرق بين قول الزور وشهادة الزور، فإن قول الزور أعم، وشهادة الزور أخص، والله عز وجل قال كما جاء فى سورة الحج ” فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور” فقول الزور يشمل الشهادة وغير الشهادة وهو الكذب.

اظهر المزيد

شبكه أخبار مصر

فاطمة الشوا رئيس مجلس إدارة جريدة شبكة أخبار مصر وصاحبة الإمتياز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock