دين ودنيا
الدكروري يكتب عن نزول آدم من الجنة

بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد ذكر الإمام السدي في تفسيره أن آدم عليه السلام، نزل بالهند وكان معه الحجر الأسود وقبضة من ورق الجنة فوضعها بالهند ونبتت شجرة الطيب، وجميع تلك الأقوال لا دليل له، وكما أيضا لم يرد في كلام الله سبحانه وتعالى، ولا في سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، تعيين الشجرة التي أكل منها آدم عليه السلام، إذ لا حاجة لمعرفة ذلك، فليس المقصود معرفة نوع الشجرة، والأمر غير المقصود لا يحتاج إلى بيان، ووردت بعض الأقوال عن التابعين في تعيين الشجرة، وأغلب الأقوال الواردة في ذلك نقلت عن أهل الكتاب، فالبعض قال إنها شجرة التين، والبعض قال بأنها شجرة العنب أو شجرة الحنطة، وقد تكون شجرة واحدة من كل الأنواع، لكن الجهل بنوعها لا يضر.
والعلم باسم الشجرة لا ينفع بشيء، وقيل إن الله سبحانه وتعالى أهبط آدم قبل غروب الشمس من اليوم الذى خلقه فيه وهو يوم الجمعة مع زوجته حواء من السماء فقال الإمام على وابن عباس رضي الله عنهم أجمعين وقتادة وأبو العالية إنه أهبط بالهند على جبل يقال له نود من أرض سرنديب وحواء بجدة، وقال ابن عباس رضي الله عنهما فجاء فى طلبها، فكان كلما وضع قدمه بموضع صار قرية وما بين خطوتيه مفاوز، فسار حتى أتى جمعا فازدلفت إليه حواء فلذلك سميت المزدلفة، وتعارفا بعرفات فلذلك سميت عرفات، وعن مجاهد قال حدثنى ابن عباس “أن آدم عليه السلام حين نزل الهند، ولقد حج منها أربعين حجة على رجليه، فقلت له يا أبا الحجاج ألا كان يركب؟ قال فأى شيء كان يحمله؟
فوالله إن خطوه مسيرة ثلاثة أيام وإن رأسه ليبلغ السماء، فاشتكت الملائكة نفسه، فهمزه الرحمن همزة فتطأطأ مقدار أربعون سنة” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن الله خلق آدم وطوله ستون ذراعا فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن” وبعد أن وسوس الشيطان لآدم أن يأكل من الشجرة التي نهاه عنها الرحمن وبعد أن أكل منها وهبط إلى الأرض، وكان أول طعام أكله آدم في الأرض، هو الخبز فقد جاءه جبريل بسبع حبات من حنطة، فقال ماهذا ؟ فرد عليه جبريل هذا من الشجرة التي نهيت عنها، فأكلت منها، فقال آدم وما أصنع بها فقال أبذره في الأرض، فبذره وكانت كل حبه منها تزن أزيد من مئة ألف حبة فنبتت فحصده ثم درسه ثم ذراه، ثم طحنه ثم عجنه ثم خبزه.
فأكل بعد جهد عظيم وتعب وكد، وذلك قوله تعالى “فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى” وكان أول كسوتهما من شعر الضأن، فقد جزاه ثم غزلاه، فنسج أدم له جبه، ولحواء درعا وخمارا، وقد مكث آدم بالجنة مدة طويلة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال أخذا الرسول صلي الله عليه وسلم بيدي فقال ” خلق الله عز وجل التربة يوم السبت وخلق الجبال يوم الأحد وخلق الشجر يوم الأثنين وخلق المكروه يوم الثلاثاء وخلق النور يوم الأربعاء وبث فيها الدواب يوم الخميس وخلق آدم العصر من يوم الجمعة في أخر الخلق في أخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى الليل ” رواه مسلم.