مقالات

وقفه مع ترجمان القرآن “الجزء الثامن “

إعداد / محمـــد الدكــــرورى
ونكمل الجزء الثامن مع ترجمان القرآن، وقيل أنه ذات مرة جاءه سائل فقال له ابن عباس ” أتشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله؟” قال نعم، قال “وتصوم رمضان؟” قال نعم، قال “سألت وللسائل حق إنه لحق علينا أن نصلك” فأعطاه ثوبا ثم قال سمعت رسول الله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، يقول “ما من مسلمٍ كسا مُسلما ثوبا إلا كان في حفظ الله ما دام عليه منه خرقة ” وكان ابن عباس كثير العبادة، ويقول ابن أبي مليكة ” صحبت ابن عباس من المدينه إلى مكه، ومن مكه إلى المدينه، فكان يصلى ركعتين، وكان يقوم شطر الليل يكثر والله فى ذلكم التسبيح “وكان يُرتل القرآن حرفا حرفا، ويُكثر من النشيج والنحيب.
وعن أبي رجاء قال “رأيت ابن عباس وأسفل من عينيه مثل الشراك البالي من البكاء ” وكان يصوم الاثنين والخميس ” وفي كبره سقط في عينيه الماء فذهب بصره، فأتاه بعض الأطباء فقالوا: خل بيننا وبين عينيك نسيل ماءهما، ولكنك تمكث خمسة أيام لا تصلي، قال لا والله ولا ركعة واحدة، إني حُدّثت أنه من ترك صلاة واحدة متعمدا لقي الله وهو عليه غضبان، وقد أثنى العديد من الصحابة على عبد الله بن عباس رضى الله عنهما، فكان عمر بن الخطاب إذا ذكره قال “ذلك فتى الكهول، له لسان سؤول، وقلب عقول” وفي رواية يقول عمر ” ذاكم كهل الفتيان” وقال عنه عبد الله بن مسعود “نعم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس” وقال أيضا.
“لو أدرك ابن عباس أسناننا ما عاشره منا رجل” أى زماننا، وقال عنه سعد بن أبي وقاص “ما رأيت أحدا أحضر فهما، ولا أكبر لبا، ولا أكثر علما، ولا أوسع حلما من ابن عباس، ولقد رأيت عمر يدعوه للمعضلات، وحوله أهل بدر من المهاجرين والأنصار فيتحدث ابن عباس، ولا يجاوز عمر قوله “وقال عنه ابن عمر هو أعلم الناس بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ” ويوم وفاته قال محمد بن الحنفية ” اليوم مات رباني العلم” وكما أثنى عليه العديد من التابعين من تلاميذه وممن عاصروه، فقال عنه عبيد الله بن عبد الله بن عتبة “ما رأيت أحدا كان أعلم بما سبقه؟ من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، من ابن عباس، ولا أعلم بشعر ولا عربية.
ولا تفسير القرآن ولا حساب ولا فريضة منه، ولقد كان عبد الله بن عباس رضى الله عنهما، يجلس يوما ولا يذكر فيه إلا الفقه، ويوما التأويل، ويوما المغازي، ويوما الشعر، ويوما أيام العرب، ولا رأيت عالما قَط جلس إليه إلا خضع له، وما رأيت سائلا قط سأله إلا وجد عنده علما” وقال الأعمش ” كان بن عباس إذا رأيته قلت، أجمل الناس، فإذا تكلم قلت، أفصح الناس، فإذا حدث قلت، أعلم الناس “وقال مجاهد ” كان ابن عباس إذا فسر الشيء رأيت عليه نورا ” وقال عنه عطاء بن أبي رباح “ما رأيت مجلسا أكرم من مجلس ابن عباس، ولا أعظم جفنة ولا أكثر علما، أصحاب القرآن في ناحية، وأصحاب الفقه في ناحية، وأصحاب الشعر في ناحية، وكان يوردهم في واد رحب”
وبعد وفاة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، أخذ ابن عباس يطلب العلم والحديث من الصحابة، وقرأ القرآن على زيد بن ثابت وأبي بن كعب، فيقول ” لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت لرجل من الأنصار: هلم فلنسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنهم اليوم كثير، فقال “يا عجبا لك يا ابن عباس، أترى الناس يفتقرون إليك وفي الناس من أصحاب رسول الله من فيهم؟” فترك ذلك وأقبلت أنا أسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن كان ليبلغني الحديث عن الرجل فآتي بابه وهو قائل فأتوسد ردائي على بابه يسفي الريح عليّ من التراب، فيخرج فيراني فيقول “يا ابن عم رسول الله ما جاء بك؟ هلا أرسلت إليّ فآتيك؟” فأقول “لا، أنا أحق أن آتيك”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock