حوادث

البحث عن الصدق .. خيانة بعد 17 يوم زواج.

 

متابعة .. حماده مبارك

وقفت الزوجة الشابة بجوار النافذة داخل محكمة الأسرة بزنانيري، تنظر إلى السماء، وكأنها تعاتب نفسها على شيء فعلته، تتملكها حالة من القلق، وعينيها غائرتين، تنظر إلى الساعة، تضغط على قبضتا يديها في عصبية، وتوتر.

وبخطوات يشوبها خزي، وعار، وشعور بالهزيمة، انهارت، أمام أعضاء هيئة تسوية المنازعات، غطت وجهها بيديها، منكسة الرأس، وبصوت يشوبه حدة وقالت لم أحسب حساب هذا اليوم، لأن من الصعب أن نبحث عن الصدق في عصر الخيانة، وعن الحب في قلوب جبانة، ومن الأفضل أن يكون أمامك أسد مفترس، عن أن يكون وراءك كلب خائن.

وبصوت مضطرب تكمل حديثها قائلة، لقد تزوجت منذ 17يوما، وكان زوجي الذي لبث عباءة الطيبة، والأدب مثال الزوج الذي تتمناه كل فتاة، وطوال فترة الخطوبة لم أجد منه غير حلو الكلام، هادئ الطباع، اعتقدت بأنني محظوظة، لكن الله كشف أمره، حيث إنني طلبت منه أن أذهب للاطمئنان على أمي المريضة، والقعيدة، في هذا اليوم الذي شعرت فيه وكأنني لست امرأة، وأثناء عودتي، تردد على مسامعي صوت من داخل غرفة نومي، شلت المفاجأة كياني، وتملكت قدماي رعشة، وفجأة وبدون مقدمات هرولت مسرعة، وقمت بفتح باب غرفة النوم، لأرى زوجي في وضع مخل مع إحدى السيدات، فوق سرير نومي، فانطلقت مني صرخات مدوية، يسبقها غيظ، وغضب، وحنق، حاول أن يكتم أنفاسي خشية الفضيحة، لكنني لم أقوى على تحمل المشهد الذي وقعت عيناي عليه، بينما أخذت المرأة تبكي في هيستيرية تطلب مني أن أسامحها، وهذه ستكون توبتها الأخيرة، تجمعت الجيران على صوتى، وازدادت حالتي النفسية سوءا، وأمسكت بالمحمول في الحال، وقمت بالاتصال بشرطة النجدة، كي يتم ضبط زوجي، وعشيقته في حالة تلبس، غير إنني ودون أن أعطي لنفسي فرصة للهدوء، هداني شيطاني أن اتصل بزوجها أيضا، وذهبنا جميعا إلى قسم الشرطة، واتهمها زوجها بالزنا.

لذا أتقدم برفع دعوى طلاق منه، مع الاحتفاظ بكل حقوقي، بعد أن خدعني، وتسبب في فضيحة أثناء اليوم السابع عشر من شهر العسل.

وبدموع منهمرة تختتم حديثها قائلة، ارجو منكم أن تقنعوني بأي شيئ إلا الخيانة، لأنها تحطم القلوب، وتنزع الحياة من أحشاء الروح.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock