ما يؤلمني حقا
بقلم محمد محمود
حين رحلتُ عنك بعدما تأكدت أنك لن تُصلح نفسك ولن تغير الأشياء التي تضايقني وتزعجني منك، كان يراودني شعورٌ بإني قسوت عليك، كان قلبي يدفعني للغفران والتسامح مرةً أخرى، بينما كان عقلي يُصر على قراري ويؤكد أنني اتخذت القرار السليم، كنت في حربٍ شرسةٍ ما بين ما يريده قلبي وما يرفضه عقلي، ثمة معاركٌ حدثت بداخلي حطمتني وهزمتني تمامًا، لذلك كان يتوجب عليَّ أن أطلب الهُدنة من نفسي لـ نفسي، وكان الحل الأمثل أن أراقب أفعالك، أراقب تصرفاتك وكل الأشياء التي تضايقني وتزعجني منك، توقعت بكل سذاجة أن يؤثر الفراق في قلبك، أن يجعلك تتغير وتبتعد عن تلك الحماقات والتصرفات التي كانت تؤذي قلبي..
لكنني فوجئت بأن تصرفاتك أصبحتْ أشد قسوة، أصبحتَ تتعمد أن تعلن وتستمر في الحماقات التي لطالما حذرتك منها ولطالما بكيت وأقسمت أنها تهزمني وتُفسد قلبي، أصبحتَ تتعمد إظهار الأشياء التي تُحطمني والأفعال والصفات والعادات التي عاهدتني أن تتبرأ منها، تتعمد وكأنك تعلم أني أراقبك وكأنك تريد أن أتأذى حتى بعد فراقنا أو أنك كنت تنتظر لحظة فراقنا حتى تنطلق وتواصل كل هذة الأشياء المؤذية..
ما يؤلمني حقًا..
أنني وبكل سذاجةٍ كنت أظن أن فراقنا لن يمر مرورًا عابرًا على حياتك.. لكنني اكتشفت أني وحدي من يُبالغ دائمًا.