فاطمة الشوا تكتب… الفساد أخطبوط العصر

فاطمة الشوا تكتب… الفساد أخطبوط العصر

كشفت الجهات الرقابية بمصر العديد من قضايا الفساد المالى والإدارى واستغلال النفوذ وبخاصة فى الآونه الأخيره،

ما تم كشف وضبط حالات كثيره أثبتت تورط بعض المسئولين فى جهات حكومية ولم تقتصر هذه الحالات على الرشاوى واستغلال النفوذ بل أمتدت الى كشف قضايا فساد من نوع آخر وهذا أخطر مايتصوره عقل،

حيث امتدت أيادى الفاسدين للتلاعب فى قوت الشعب والسرقة والنهب ،
ومن المستحيل معرفه الإحصاءات الحقيقية للفساد فى مصر وذلك لسببين : الأول غياب الشفافيه والمعلومات،
والثاني عدم دلاله الأرقام على التأثير الحقيقى للفساد ٠
وبالرغم من أن الجهاز المركزى للمحاسبات يؤدى عمله جيدا ،  ألا إن الوثائق والتقارير التى يصدرها لا تنشر للعامة،  وبالتالى لا يستفيد منها الصحفيون ولا الباحثون ،
فضلا عن تلك الوثائق والتقارير تخص دافعى الضرائب ولا تمس بالأمن القومى ومن حق المواطنين أن يتابعوا كيفية إنفاق الدوله لأموالهم.
أما بالنسبة للتكلفة الماديه الحقيقية للفساد فغالباً ما تتعدى القيمة الرقميه ،
فمثلا عندما يستولى أحدهم على قطعة أرض بسعر بخس مقابل رشوه فإن تكلفه الفساد فى هذه الواقعه تتخطى قيمة الرشوه والأمر نفسه ينطبق على حالات إهدار المال العام لأن الفساد يؤدى لإحتقان إجتماعى وشعور بالظلم وغياب العدالة،

مما يتبعه تداعيات مجتمعيه وسياسية وإقتصاديه وهو مايسمى بالتفاعل التسلسلى .

ولم تقتصر حالات الفساد التى تم الكشف عنها على رشاوى وإستغلال النفوذ وإنما طالت أيضاَ قوت الشعب والتلاعب فى مقتدراته ،
وهناك العديد والعديد  من القضايا والخبايا  وإلي الأن لم تكشف للإعلام والرأي العام ، و ما خفى كان أعظم ،

تتعدت القضايا والأمر واحد ، وذلك كله أخطر مما يتصوره عقل
يقول الله تعالي
(ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس)