السيسى، وعدلى منصور يتقدمان الجنازة العسكرية، للرئيس السابق حسنى مبارك .
كتب – حماده مبارك
فى لمسة وفاء للرئيس السابق، ولقائد من قادة الجيش المصرى، الذين شاركوا فى حرب العزة والكرامة،حسنى مبارك،
فهناك مشاهد لا تتكرر في العمر ثانية، وفي تاريخ مصر لا تُعاد كثيرًا، ولعل منها مشهد الجنازة العسكرية التي أقيمت، ظهر اليوم، للرئيس الراحل محمد حسني مبارك، وسط مشاركة عربية ودوليّة.
وما يميّز الجنازة العسكرية الرسمية التي انطلقت من مسجد المشير طنطاوى، شرق القاهرة، وسط إجراءات أمنية مشددة، حضور الرئيس عبدالفتاح السيسي وإلى جواره علاء وجمال مبارك وعُمر حفيد “مبارك”، والمستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية السابق، وعدد من قيادات الدولة.
فهذا المشهد الجنائزي الذي شهدته مصر، هو الأول في تاريخها، منذ إعلان الجمهورية في عام 1953، حيث تقدمه رئيسان “حالي وسابق” يودعان رئيسًا راحلًا.
المفارقة أنّ مبارك فعلها سابقًا كأول رئيس جمهورية يتقدم جنازة رئيس أسبق وهو محمد نجيب الذي رحل في 28 أغسطس 1984، وسط حضور بعض أعضاء مجلس قيادة الثورة.
لم تعتد مصر هذين المشهدين الذي يقطع بينهما 38 عامًا، لأنها وعلى مرّ تاريخها لم تشهد التعددية الرئاسية قبل ثورة 2011، فرحل جمال عبد الناصر قبل أن يتولى نائبه أنور السادات زمام الأمور، ولم يصعد حسني مبارك إلى الحكم إلا بعد اغتيال رجل “نصر أكتوبر”.
واليوم ثلاثة رؤساء لمصر في مشهد واحد، الرئيس السيسي وإلى جواره الرئيس السابق عدلي منصور يودعان الراحل حسني مبارك، في لحظات يوثّقها التاريخ، قبل أن يوارى الجثمان الثُرى بمقابر الأسرة بمصر الجديدة.
ورحل “مبارك”، أمس، بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز 92 عامًا، وهو الرئيس الرابع لمصر الذي حكم قرابة ثلاثين عامًا، حتى تنحَّى عن الحكم في 11 فبراير 2011 تحت ضغط شعبي، مسلِّمًا السلطة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة.