هل الانسان مسير ام مخير
هل الانسان مُسير ام مُخير
بقلم د/ جمال الخابوري
سؤال دائماً يُطرح هل الانسان مُسير أم مُخير ؟وهدف السائل هو اذا كنت مسير لماذا يحاسبني الله على افعالي ؟؟
والجواب هو ان الانسان مُسير في بعض الامور ومُخير في باقي الامور . مُسير في امور ليست من فعله بل من عند الله مثلا جنسه ذكر او انثى والطول والذكاء والغباء والفقر والغنى والمرض ..الخ ، ويكون مُخير في جميع الامور الصادرة من فعله هو بارادته واختياره .
فالله خلق لنا العقل والسمع والبصر والارادة وبين لنا طريق الخير والشر ، وطلب منا ان نفعل الخير. قال تعالى (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها ، قد افلح من زكاها ، وقد خاب من دساها) وهنا ياتي الاختيار في تزكية النفس وعمل الخير والابتعاد عن الشر والباطل ، والانسان بعقله يميز بين الحق والباطل وبين الخير والشر وبناءً عليه يختار ويتم محاسبته على افعاله .
والحكمة من خلق الانسان والله اعلم ، هي اختبار الله للانسان بعد ان أمده بالعقل ونعم ٍكثيرة .
اولاً : ان يوحد الله بالعبادة وثانياً : جعل الله النفس في صراع دائم بين الخير والشر وعلى الانسان ان يختار إما الخير أو الشر ، وبناء على اختياره يتم محاسبته ، إما الجنة إذا زكى نفسه من وساوسها وطمعها ، وإما الخسران والنار اذا اتبع شرور نفسه .. هكذا حال الدنيا في صراع دائم بين الحرب والسلام وبين الحق والباطل وكلها تعود لفعل الانسان باختياره وبارادته وليس مُسير فيها .
الغريب اننا جميعاً نعلم هذه الحقائق ، نُفرق بين الحق والباطل وبين الخير والشر ومع ذلك يستمر الصراع وهنا تأتي فكرة اختبار الله عز وجل للانسان من خلال افعاله . فهل يراجع الانسان افعاله ويفوز برضاء الله فالطريق واضح الا لمن أعمت شرور نفسه بصره وبصيرته .
