د.مها الجمل تكتب :

د. مها الجمل تكتب : 

هل المعدة أذكى من العقل؟؟

     في العادة جميعنا يعتقد وهذا وهم كبير إلا من رحم ربي،

أنه عندما نختلف في آرائنا ووجهات نظرنا أننا نعرف كل شئ وكل فرد يعتقد أنه الأصح للأسف…

    لكن هذا الاختلاف والخلاف بين البشر في جميع النواحي أيًا كانت يرجع لسبب واحد فقط ألا وهو ( اختلاف قدرات العقل)،

وحتى لايفهمني أحدٌ خطأ،

أنا لا أقصد (العلم )الذي يتحصل عليه الشخص في حياته، لكني أعني بقدرات العقل (تلك المساحة التي يمكن للعقل أن يُدركها )،

ويفهم ماوراء الآيات التي يظهرها الله سبحانه وتعالى لنا وهؤلاء الأشخاص وتلك الرسائل التي يرسلها إلينا أثناء خوضنا تلك الحياة…

    هل كل منا يفهم قدرات عقله وحدوده والمساحة التي يفكر ويعمل عقله فيها،

والفراغ الذي يشغل مساحة معينة لدى عقله ومحدودية التفكير عندها، أوحتى عدم إعمال العقل لديه فيها؟؟

    هل نعرف كيف نحصُل على المعرفة وممن نأخذ المعلومة ؟

وإذا أخذناها بالفعل هل نمررها على العقل اللاواعي أولًا وندخلها إليه قبل أن تمر على العقل الواعي لدينا؟

أم يمررها أولًا على العقل الواعي لينتقيها ويصححها فيقبلها أويرفضها ثم تترسخ بعد ذلك في اللاوعي؟.

. وهل نراعي قدرات الآخر العقلية وحدوده والمساحة التي يفكر فيها ؟

    دائمًا عندما نجوع تخبرنا مَعدتنا بأنها جائعة ونشعر بالجوع ونبحث عما يسد هذا الجوع،

لكن للأسف العقل الفارغ الذي لايعمله صاحبه ولا يعلم بقدراته ولايعلم حدوده أو حتى لا يعلم أن له حدود فإنه لايُخبر صاحبه بذلك..

     علينا أن نعلم جميعًا أن امتلاء عقولنا محدود هناك مستوى للامتلاء لايمكن أن نتعداه،

وحتى تلك الحدود أو هذه المستويات يختلف البشر في درجة الوصول إليها وامتلاكهم إياها حسب المفاهيم المترسخة في عقولهم ودرجة صحتها من خطأها،

وقدرتهم على تغيير تلك المفاهيم للأفضل حسب تدريبهم لعقولهم بما يتناسب مع تطوير قدراتهم…