الدكروري يكتب عن سوق الجمعة في الجنة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 31 مارس 2024
الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على خاتم النبيين محمد بن عبد الله الصادق الأمين وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد إن لكثرة ما يحدث في الأسواق من المنكرات والبيوع والشراء، نصح النبي صلى الله عليه وسلم بالصدقة، فروى النسائي رحمه الله عن قيس بن أبي غرزة قال “أتانا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن في السوق، فقال إن هذه السوق يخالطها اللغو والكذب، فشوبوها بالصدقة ” يا معشر التجار، شوبوا بيعكم بالصدقة، أما تغيير المنكرات في السوق فهو واجب عظيم من واجبات الدين، وأمر مهم من أمور الشريعة، قد أهمله الناس وفرطوا فيه، فرتعت المنكرات في أسواقنا اختلاط الرجال بالنساء، وأنواع المعاكسات والمطارادت ورمي الأرقام، وإركاب الشباب للفتيات في سياراتهم.
صار السوق ليس مكانا للبيع والشراء فقط، وإنما صار مرتعا وخيما للرذيلة والفساد، ومكانا تعقد فيه الصفقات على أي شيء؟ الزنا، الفواحش، الخلوة المحرمة، اللقاء المحرم، وهكذا، وهذا أمر مشاهد، وكم من حالات الطلاق حدث بسبب ذلك، وكم كان هذا من أسباب الانهيار الأسري، وتفكك العائلة، وأما ما يباع في السوق من السلع المحرمة، وما يقام فيها من أنواع الميسر، وإن هذا السحب الذي يجري على الأرقام كل من أراد أن يشتري يأخذ رقما، ثم يجري السحب على الأرقام، نوع من أنواع الميسر، والمقامرة المحرمة، لا تجوز في الشريعة، أمر يسبب زوال البركة من أرباح التجار، وعن ضمرة بن حبيب قال، قال عبد الله بن عمر رضى الله عنهما “أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن آتيه بمدية أى” شفرة أو سكينة”
فأتيته بها، فأرسل بها، فأرهفت، ثم أعطانيها، وقال صلى الله عليه وسلم “اغد علي بها من اليوم التالي” ففعلت، فخرج بأصحابه إلى أسواق المدينة، وفيها زقاق خمر” أى القرب من الجلد فيها خمور ” فأخذ المدية مني، فشق ما كان من تلك الزقاق بحضرته” التي أمامه شقها “ثم أعطانيها” المدية ” وأمر أصحابه الذين كانوا معه أن يمضوا معي، وأن يعاونوني، وأمرني أن آت الأسواق كلها فلا أجد فيها زق خمر إلا شققته، ففعلت، فلم أترك في أسواقها زقا إلا شققته” رواه احمد، فيجب إنكار المنكرات، وأما الحذر من نزول النساء إلى السوق بهذا الوضع المشين فأمر لا يخفى عليكم، فقال الإمام علي رضى الله عنه “أما تغارون أن يخرج نساؤكم؟ فإنه بلغني أن نساءكم يخرجن في الأسواق يزاحمن العلوج أى الأجانب على المدينة.
القادمون من الروم، فألا تستحيون أن يذهب نساؤكم إلى السوق فيخالطن هؤلاء العلوج وغيرهم، وأيضا اذكروا الله تعالى عند دخول السوق فقال صلى الله عليه وسلم “من دخل السوق، فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، ورفع له ألف ألف درجة، وبنى له بيتا في الجنة رواه أحمد والترمذي، وكان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران، ويكبر الناس بتكبيرهما، وإن في الجنة لسوقا يأتونها كل جمعة، فتهب ريح الشمال فتحثو في وجوههم وثيابهم فيزدادون حسنا وجمالا، فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسنا وجمالا، فيقول لهم أهلوهم،
والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا، فيقولون وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا، فهنيئا لمن كانت آخرته في سوق الجنة، وتبا لمن كان سوق الدنيا سبب تعاسته وشقائه وحرمانه، وخذلانه في نفسه، وارتكابه للمنكرات، وتبا للذين يغشون الأسواق لارتكاب المحرمات، ينتهكون بأبصارهم التي أمر الله بغضها العورات.
زر الذهاب إلى الأعلى