الدكروري يكتب عن فوائد ذكر الواحد القهار
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 24 مارس 2024
الحمد لله أنشأ الكون من عدم وعلى العرش استوى، أرسل الرسل وأنزل الكتب تبيانا لطريق النجاة والهدى، أحمده جل شأنه وأشكره على نعم لا حصر لها ولا منتهى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يرتجى، ولا ند له يبتغى، وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمدا عبد الله ورسوله الحبيب المصطفى والنبي المجتبى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على النهج واقتفى، ثم اما بعد، إن من فوائد ذكر الله عز وجل، أن الله تعالي يباهي بالذاكرين ملائكته، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه فقال ” ما أجلسكم؟” قالوا جلسنا نذكر الله، ونحمده على ما هدانا للإسلام ومنّ به علينا، فقال ” آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟” قالوا والله ما أجلسنا إلا ذاك،
فقال ” أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، ولكنه أتاني جبريل، فأخبرني أن الله عز وجل يباهي بكم الملائكة” رواه مسلم، ويقول الله عز وجل في سورة إبراهيم ” يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت فى الحياة الدنيا وفى الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء” فعندما يسأل العبد في قبرة عن ربه وعن دينه وعن نبيه؟ فيقول ربي الله، وديني الإسلام، ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم فينادي منادي من السماء أن صدق عبدي” وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “والذي نفسي بيده، إن الميت ليسمع خفق نعالكم حين تولون عنه مدبرين، فإن كان مؤمنا كانت الصلاة عند رأسه، والزكاة عن يمينه، والصوم عن يساره، وكل فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه.
فيؤتى من قِبل رأسه، فتقول الصلاة ما قِبلي مدخل، فيؤتى عن يمينه فتقول الزكاة ما قِبلي مدخل، فيؤتى عن يساره فيقول الصيام ما قِبلي مدخل، فيؤتى من رجليه فيقول فعل الخيرات ما قبلي مدخل، فيقال له اجلس، فيجلس، قد مثلت له الشمس قد دنت للغروب، فيقال أخبرنا عما نسألك، فيقول دعني حتى أصلي، فيقال له إنك ستفعل، فأخبرنا عما نسألك، فيقول وعم تسألونني؟ فيقال أرأيت هذا الرجل الذي كان فيكم، ماذا تقول فيه، وما تشهد عليه؟ فيقول أمحمد؟ فيقال له نعم، فيقول أشهد أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه جاءنا بالبينات من عند الله فصدقناه، فيقال له على ذلك حييت، وعلى ذلك متّ، وعليه تبعث إن شاء الله تعالى، ثم يُفسح له في قبره سبعون ذراعا، ويُنور له، ويُفتح له باب إلى الجنة، فيقال له انظر إلى ما أعد الله لك فيها.
فيزداد غبطة وسرورا، ثم تجعل نسمته في النسم الطيب، وهي طير خضر يعلق بشجر الجنة، ويُعاد الجسد إلى ما بدأ من التراب، وعند البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” المسلم إذا سُئل في القبر، شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله” يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت فى الحياة الدنيا وفى الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء” وقال قتادة رحمه الله أما الحياة الدنيا فيثبتهم بالخير والعمل الصالح، وفي الآخرة في القبر ويا طيب كرامة المؤمن في قبره حين ينادي منادي من السماء “أن صدق عبدي” ويا طيب مثواه حين يقول الملكان له “على اليقين كنت، وعليه متّ، وعليه تبعث إن شاء الله” وأخرج الترمذي وابن حبان بسند حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إذا قبر الميت أو قال أحدكم أتاه ملكان أسودان أزرقان، يقال لأحدهما المنكر، والآخر النكير، فيقولان ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول ما كان يقول هو عبد الله ورسوله، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، فيقولان قد كنا نعلم أنك تقول هذا، ثم يُفسح له في قبره سبعون ذراعا في سبعين، ثم يُنوّر له فيه، ثم يقال له نم، فيقول أرجع إلى أهلي فأخبرهم، فيقولان نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه، حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك، وإن كان منافقا قال سمعت الناس يقولون، فقلت مثله، لا أدري، فيقولان قد كنا نعلم أنك تقول ذلك، فيقال للأرض التئمي عليه، فتلتئم عليه، فتختلف أضلاعه، فلا يزال فيها مُعذبا حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك”
زر الذهاب إلى الأعلى