” العمل والعبادة ” وجهان لــــ عملة واحدة في رمضان
بقلم د : ليلي الهمامي
هام جدا ان نعلن قيمه العمل خاصة في رمضان الذي اصبح في العديد من الدول المسلمة شهرا للكسل والنوم … مسألة العمل مسالة اساسية في عملية الاصلاح الهيكلي لان الكسل يدمر المجتمعات خاصة منها تلك التي لم تساهم في النهضة التكنولوجية والعلمية. الرفاه التكنولوجي والعلمي خطير على المجتمعات المتخلفة. هذه حقيقة علينا ان ننتبه اليها.
ويراد لهذه المجتمعات ان تبقى مجرد سوق وان لا ترتقي الى مرتبة الفاعل والا تخترع والا تضيف الى الانسانية. لذلك وبناء عليه فان عملية الاصلاح التربوي والارتقاء بمنظومة البحث العلمي مسالة مصيرية بعيدا عن المزايدات وبعيدا عن الايديولوجيا. ثمة الاعتراض يقول بان ليس لدينا الامكانات .
اعلم هذا لكن اعتقد انه وفي اطار العمل العربي يمكن بناء مخابر بحث متطورة من شانها ان تقدم الاضافة ، وشراكه يمكن ان تبنى بين اصحاب العقول من الباحثين والاكاديميين وبين اصحاب المال ايضا. في تقدير ضروري جدا ان نتحرك على هذه الواجهه وانا عازمه على ذلك!
إذاً شهر رمضان هو شهر الجد والعمل وشهر الخير والوفاء سواء فيما يتعلق بالعبادات المتعلقة بالمولى عز وجل أو بالمعاملات المتعلقة بالأعمال وحقوق الآخرين وينبغي ألا يحمل رمضان بما ليس له علاقة به من تقصير البعض في قيامه بعمله أو التزامه تجاه الآخرين فلقد خاض رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام أهم معاركهم في رمضان كمعركة بدر الفاصلة كما نعم العرب المسلمون المعاصرون بأول انتصار لهم على إسرائيل في رمضان في حرب السادس من أكتوبر سنة 1973م.
ولذا فإن على الموظف الحكومي أو الأهلي الاستمرار في أداء واجباته الوظيفية والالتزام بالدوام الرسمي في شهر رمضان وألا يجعل الصيام سبباً أو حجة في تقصيره في هذه الواجبات فكما هو حريص على بذل المزيد من العبادات من صلاة وصدقة ودعاء وصلة رحم في هذا الشهر الكريم فعليه ألا ينقص من أجره ومن صيامه ومن عباداته بتقصيره في عمله أو الإخلال بالتزاماته تجاه الآخرين.
والعمل والعبادة لا يفترقان في التصور الإسلامي، ولا يتعارضان بل كلاهما يستدعي الآخر ويتطلبه؛ لأن العبادة عندنا عمل والعمل عندنا عبادة، فالعمل في لغة القرآن مقرون بالإيمان، فلا تكاد تجد آية فيها عمل إلا مصحوبة بالإيمان، أو إيمانا إلا مصحوبا بالعمل، فتارة يقرن الإيمان بكلمة العمل كقوله تعالى: ” وَبَشِّرْ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ” (البقرة: 25).
وتارة يتبع الإيمان بأمر أو نهي وكلاهما عمل، فالأمر كقوله تعالى: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ” (البقرة: 153)، والنهي كقوله: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى” (البقرة: 264). وتارة أخرى يأمر بالعمل أمرا صريحا مباشرا فيقول: “وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ” (التوبة: 105).
زر الذهاب إلى الأعلى