الدكروري يكتب عن التردد والإستسلام للهواجس
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 24 فبراير 2024
الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صاحب الخلق العظيم والقلب الرحيم ورحمة الله للخلق أجمعين اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد إن التردد والإستسلام للهواجس، وتغليب جوانب الريب والتوجس فهذا مجانب للقوة، وصدق العزيمة، فالقوة في الجزم، والحزم والأخذ بكل العزم، ولهذا كان من أعظم المصائب الهدامة العجز والكسل والجبن والبخل، إنها صور من صور الضعف والخور، وقد استعاذ منها جميعا نبيكم محمد في دعاء رفعه إلى مولاه، قائلا “اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال”
إنها كلها تصب في مصاب الضعف، والإنهزام النفسي والعملي، وإن الأعداء لم ينتصروا علينا بقوتهم أو بأسلحتهم بل انتصروا بضعفنا وهواننا وترك ديننا وابتعادنا عنه وتمزقنا، ومع هذا إن عدونا أهون مما نتصور والسلاح المطلوب هو سلاح الإيمان بالله جل وعلا سلاح التوحيد سلاح اللجوء إلى الله تعالي، وليس المسلمين شرف ولا قيمة ولا عزة إلا بالإسلام فنحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله، فإذا قيل إن أعداءنا أكثر عددا وقوة، وقال ابن القيم في زاد المعاد “الشجاعة من أسباب السعادة، فإن الله يشرح صدر الشجاع بشجاعته وإقدامه، وهذا معلوم لأن الهم والقلة والذلة وحقارة الحال تأتي من الجبن والهلع والفزع، وإن السعادة والانشراح والضحك والبسطة تأتي مع الشجاعة والإقدام وفرض الرأي.
وقول كلمة الحق التي علمها رسول الله أصحابه” ولا يمكن أن تسير في طريق النجاح إلا إذا كنت شجاعا، وقال القرطوشي رحمه الله تعالى “اعلم أن كل كريمة تكسب إنما تكسب بطريق الشجاعة والقوة وأن الجبان لا يمكن أن يحصل على كريم أبدا” ولذلك كان النبي صلى لله عليه وسلم يحث أصحابه دائما على الشجاعة وهو عليه الصلاة والسلام الذي يتولها، ويقوم بها، يقول أنس بن مالك رضي الله عنه ما رأيت أجود من رسول الله عليه الصلاة والسلام، ولا رأيت أحدا أشجع ولا أحسن من رسول الله عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين، وكما في الدار قطني عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه “كنا إذا اشتد البرد اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم ” قال والله ولقد رأيتنا يوم بدر يوم قدم إلينا المشركون.
نلوذ خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أقربنا إلى عدونا” وقال أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه “كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس، وأشجع الناس، ولقد فزع أهل المدينة ليلة، فخرجوا نحو الصوت، فاستقبلهم النبي صلى الله عليه وسلم وقد استبرأ الخبر، وهو على فرس لأبي طلحة عُريٍ، وفي عنقه السيف، وهو يقول صلى الله عليه وسلم ” لم تراعوا لم تراعوا” ثم قال “وجدناه بحرا” أو قال “إنه لبحر” رواه البخاري، ومعني “عري” أي فرس من غير سرج، وقال “على فرس لأبي طلحة عري” وهو صلى الله عليه وسلم يشير لنا يقول “لم تراعو، لم تراعو” بأنه ركب عليه الصلاة والسلام على أقرب فرس لقيه ولم ينتظر عليه الصلاة والسلام أن يشد السرج عليه، وإنما كان شجاعا مقداما جريئا، امتطى عليه الصلاة والسلام صهوة الفرس ليمضي إلى ذلك العدو، أو ذلك الذي يفزع الناس.
زر الذهاب إلى الأعلى