الدكروري يكتب عن توزيع تركة الزبير بن العوام
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 20 فبراير 2024
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضلّ له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين، أما بعد لقد حثنا الإسلام علي التفاؤل في كل أمر وكما أن هناك التفاؤل في قضية الحصول على الوظائف، فإن في قضية البحث عن وظائف مثلا، تجد بعض الناس والله قدر عليه رزقه، وضاق عليه رزقه، فمثلا كان مقاول انكسر، أو تاجر خسر، أو موظف طرد من وظيفته، أو طالب متخرج مدفوع بالأبواب، أو متخرج مدفوع بأبواب الشركات، فالله قال ” فإن مع العسر يسرا ” فيتفاءل بالتوكل على الله تعالي.
فسبحانه وتعالي القائل ” فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له” ويتفاءل بسؤال الله تعالي ” واسألوا الله من فضله” ويتفاءل بالسعي، فقال تعالي ” فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه ” فلا تيأسن وإن طالت مطالبة، إذا استعنت بصبر أن ترى فرج، إن الأمور إذا انسدت مسالكها، فالصبر يفتح منها كل ما ارتتج، يعني كل ما أغلق، وأخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته، ومدمن القرع للأبواب أن يلج، فإن هناك أشخاص عليهم ديون، مطالبون، ولكنه يتفاءل بماذا؟ فإذا أخذ أموال الناس يريد السداد يتفاءل، لأن هناك وعد من الوحي “ومن أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه” لكن الذي أخذها يلعب بها ولا ينوي ردها أصلا، ويل له، فقيل أن الزبير بن العوام رضي الله عنه لما نزل به الموت أوصى ابنه بسداد ديونه.
فالزبير هو غني لكن كان يقترض ويتصدق، فجاءه سائل ما عنده اقترض وتصدق، فيقول عندي أملاك وعندي مزارع، لكن الآن ليس موسم حصاد، فلما حضرت الزبير الوفاة جعل يوصي ابنه عبد الله يا بني إن عجزت عنه في شيء فاستعن عليه مولاك، يعني إذا جاءك صاحب دين وصاحب مال يسألك ما عندك شيء استعن بالله مولاك، فيقول عبد الله “فو الله ما دريت ما أراد أي يعني ما المقصود مولاي حتى قلت “يا أبتي من مولاك؟ قال الله” فقال عبد الله بن الزبير “فو الله ما وقعت في كربة من دينه إلا قلت يا مولى الزبير اقض عنه” فيقضيه، وقيل أنه لما قتل الزبير رضي الله عنه ما كان عنده لا دينار ولا درهم إلا أرضين، أي الغابة، ودور، فقال عبد الله “فحسبت ما عليه من الدين فوجدته ألفي ألف، ومائتي ألف”
يعني مليونين ومائتين ألف، فأخذ عبد الله يقطع ويبيع، بالمزاد، يقطع ويبيع، يقول “حتى قضيت الدين كله، ووزعت الباقي على ورثة الزبير” وكان عنده أربع زوجات، والزوجات كلهن يأخذن؟ الثمن، يعني كل واحدة تأخذ وربع الثمن، كل واحدة تأخذ ربع الثمن، ويقول فكان نصيب كل امرأة من زوجاته الأربع كل امرأة ألف ألف ومائتا ألف، يعني مليون ومائتين ألف وهذا غير نصيب الذكور، وغير نصيب الإناث، ثم قال “هذا غير الوصية” أي يعني كان عنده وصية، فكم كان ماله؟ فقال عبد الله بن الزبير “فجميع ماله خمسون ألف ألف ومائتا ألف” وهو أصلا كان له أرض في الغابة نتيجة فتوحات وغنائم، لكن هذه بارك الله في بيعتها، ركام ربما تباع بأبخس الأثمان، لكن إذا بارك الله في بيعة في شيء.
إرث هذا الرجل الصالح بيعت بأعلى الأثمان، وانفكت الأزمات والديون، وأخرجنا الوصية، ووزعنا على النساء والذكور والإناث وحصل كل هذا، وفرّج الله تعالي.
زر الذهاب إلى الأعلى