الدكروري يكتب عن وسائل إفساد شباب الأمة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 17 يناير 2024
بسم الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد، اتقوا الله عباد الله وراقبوا ربكم في السر والعلن فإن الله لا تخفى عليه خافية، فمن راقب الله تعالي في سره وعلنه وحفظ قلبه وجوارحه نجى يوم الآزفة وهو القيامة وإنما سماه الله بذلك لقربه وكل آت قريب، وإن الله تعالى مع إحاطة علمه بعباده إلا أنه
سبحانه لكمال عدله يقيم الشهود على أعمال عباده فتشهد عليهم صحائف أعمالهم وتشهد عليهم ملائكتهم التي تحصي عليهم وتشهد عليهم أعضاؤهم وتشهد عليهم الأرض التي عملوا عليها ما عملوا من طاعة ومعصية وخير وشر، وحري بكل عاقل يريد لنفسه السلامة يوم يهلك أكثر الناس، ويريد لنفسه السعادة يوم يشقى أكثر الناس، ويريد لنفسه الفوز يوم يخسر أكثر الناس، أن يتقي الله حق تقواه بذكر ربه وعدم نسيانه.
وبطاعته واجتناب عصيانه، وشكره لمولاه والحذر من كفرانه، والمبادرة إلى التوبة من ذنوبه وأدرانه، فإذا تفرق الناس بعد الحشر وصدر الهالكون إلى جهنم صدر هو بفضل الله ثم بما قدم من عمل صالح إلى جنات الخلد، فاللهم اجعلنا من المؤمنين الذين عملوا الصالحات، واجعل مصيرنا وعاقبة أمرنا إلى الجنات، وأعذنا يا ربنا ومولانا من النار، لا إله إلا أنت العزيز الغفار، ولقد ميز الله تعالي الإنسان عن سائر مخلوقاته بالعقل العقل الذي يميز به بين الخير والشر والحق والباطل والضار والنافع ولذا جاءت الشرائع السماوية بالمحافظة على الضرورات الخمس ومنها العقل، وحمايته عن كل داء وبليّة تؤثر فيه أو تعطل فوائده حفاظا على كرامة الإنسان، فالعقل هو مناط التكليف، وإن العبث بالعقل وإفساده جريمة من أفظع الجرائم.
وهو في الدين الإسلامي من الكبائر، ومن أعظم الوسائل التي تفسد العقل تعاطي المسكرات والمفترات والمخدرات، لذا جاءت نصوص الشرع بتحريم كل مسكر، وهي أم الخبائث فمن تعاطاها أو روجها فقد أدخل على نفسه النقص في دينه وماله وعقله، وربما انسلخ من ذلك كله، نسأل الله العافية والسلامة، ولقد حرص أعداء هذه الأمة على إفسادها، وهدم كيانها، وضربها في أعز ما تملك، وذلك بإفساد شبابها، وتدمير دينهم وعقولهم وأخلاقهم وكانت المخدرات من أعظم أسلحتهم الفتاكة التي صدروها إلى المجتمعات المسلمة لأنها إذا انتشرت في المجتمع قضت على الدين والأخلاق والموارد والمجتمع الذي تنتشر فيه المخدرات يسوده القلق والتوتر، ويخيّم عليه العداوة والبغضاء.
فإن أعداء الدين والوطن يتربصون بالمسلمين وبمجتمعاتهم الدوائر وفيهم من لايدين بدين، ولا يرقب في المؤمنين إلا ولا ذمة، ومطيتهم في بعض المجتمعات المجرم والمدمن والمهرب والمروج وضعيف الإيمان ممن يبحث عن المال والكسب الحرام ولو على حساب دينه ووطنه، وزاد الطين بله والمرض عله السفر المحرم إلى دول الكفر والانحلال بحثا عن المتعة المحرمة، فانغمسوا في أوحال المسكرات ووقعوا في أتون المخدرات، وعادوا وهم يحملون الدمار لبلادهم، والعار على أهليهم، نسأل الله لهم الهداية والعافية، ولقد ذكر العلماء أن أكل الحشيشة حرام ويجب على آكلها التعزير والزجر، وقال ابن تيمية إن الحشيشة أول ما ظهرت في آخر المئة السادسة من الهجرة حين ظهرت دولة التتار.
وهي من أعظم المنكر وشر من الخمر في بعض الوجوه لأنها تورث نشوة ولذة وطربا كالخمر، ويصعب الفطام عنها أكثر من الخمر” وقال عن الحشيشة ” يُجلد صاحبها كما يُجلد شارب الخمر، وهي أخبث من الخمر من جهة أنها تفسد العقل والمزاج حتى يصير في الرجل تخنث ودياثة وغير ذلك من الفساد”.
زر الذهاب إلى الأعلى