الدكروري يكتب عن اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق والأعمال
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 20 ديسمبر
الحمد لله مصرف الأوقات وميسر الأقوات فاطر الأرض والسماوات، أهل الفضل والمكرمات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له خلقنا لعبادته ويسر لنا سبل الطاعات وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، جاء بالحنيفية السمحة ويسير التشريعات، اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد أفضل المخلوقات وأكرم البريات وعلى آله السادات وأصحابه ذوي المقامات والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم العرصات أما بعد إن من النفحات الطيبة للمسلم من رب العباد هو الصلاة في المسجد الحرام حيث أنها تعدل مائة ألف صلاة، فعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة” رواه أحمد وابن ماجه.
فإن صلاة واحدة تعدل مائة ألف صلاة، ولو قسّمنا مائة ألف صلاة على خمس صلوات في اليوم، ثم السنين لخرج الناتج خمسة وخمسون سنة وستة أشهر وعشرون يوما، وهذه صلاة واحدة فما بالك لو صليت شهرا أو شهرين في المسجد الحرام؟ وأيضا من الفضل والثواب هو سبق أمة محمد صلى الله عليه وسلم جميع الأمم السابقة يوم القيامة، ولا شك أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم ستسبق الأمم السابقة يوم القيامة، كما بشرنا نبينا ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بذلك، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول” نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا” رواه البخاى، فمع أن اليهود والنصارى قبلنا في الدنيا إلا أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم قبلهم.
وسابقة لهم في البعث والحساب ودخول الجنة كما صرحت بذلك رواية الإمام مسلم حيث قال صلى الله عليه وسلم “نحن الآخرون من أهل الدنيا والأولون يوم القيامة المقضي لهم قبل الخلائق، ونحن أول من يدخل الجنة” وأما عن فضل عشر ذي الحجة، فإنه لماذا خصّت أيام العشر بالفضل وأنها أفضل أيام الدنيا؟ ولقد ذكر العلماء عدة أسباب وفضائل، وهى تتمثل فى أن الله تعالى أقسم بها، وإذا أقسم الله بشيء دل هذا على عظم مكانته وفضله، إذ العظيم لا يقسم إلا بالعظيم، فقال تعالى “والفجر وليال عشر” والليالي العشر هي عشر ذي الحجة، وهذا ما عليه جمهور المفسرين، ولأنها الأيام المعلومات التي شرع فيها ذكره، فقال تعالى فى سورة الحج “ويذكروا اسم الله فى أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام”
وجمهور العلماء على أن الأيام المعلومات التي يستحب فيها الإكثار من ذكر الله تعالى هي عشر ذي الحجة، منهم ابن عمر وابن عباس رضى الله عنهما وقال صلى الله عليه وسلم “ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد ” رواه أحمد، فأمر صلى الله عليه وسلم فيها بكثرة التسبيح والتحميد والتكبير، فاللهم إنا نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار، اللهم أصلح أحوال المسلمين واجعلهم لشريعتك محكمين ولسنة نبيك متبعين، اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق والأعمال والأقوال، لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، برحمتك يا عزيز يا غفار سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
زر الذهاب إلى الأعلى