الدكروري يكتب عن احذروا من الأمراض الفتاكة
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأثنين الموافق 18 ديسمبر
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي بأمره تنسف الجبال نسفا، فتكون قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا، الحمد لله الذي بأمره تنكدر النجوم، وتنفطر السماء وتنشق الأرض، وتسجر البحار وتتفجر نيرانا، الحمد لله الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، بلغ الرسالة،
وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما كثيرا، أما بعد إن المعاملات المحرمة والمساهمات المشتبهة، هي سبل لأكل المال الحرام الذي ظهر خطره وزاد ضرره وطار شرره، وتعدت أصحابها لتصل لكافة أفراد الأمة من بني الإنسان.
بل نالت الطير والحيوان فاتقوا الله عباد الله فإنما الدنيا سويعات، ثم إلى حشرجة وممات، فطوبى لأهل الحسنات والطاعات، وويل لأهل السيئات والخطيئات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ” وقال ” فمن ترك الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ” ثم اعلموا أيها الناس أن مآل المال الحرام إلى ظلمات ودركات فدعوات لا تسمع وأعمال لا ترفع وفتن ترتع، واعلموا يرحمكم الله إن الغفلة من الأمراض الفتاكة التي تَعصف بالفرد، والتي حذرنا منها ربنا عز وجل في القرآن الكريم في سور متعددة، وحذرنا من صور متعددة أيضا للغفلة حتى يأخذ الإنسان حذره، ويستيقظ قبل فوات الأوان، فقيل أن الغفلة هي عدم اكتِمال عقل الإنسان، وعدم تبصّره بالعواقب، ويقول ابن الجوزي رحمه الله.
“متى تكامل العقل، فقدت لذة الدنيا، فتضاءل الجسم، وقوي السقم، واشتد الحزن لأن العقل كلما تلمح العواقب، أعرض عن الدنيا، والتفت إلى ما تلمّح، ولا لذة عنده بشيء من العاجل، وإنما يلتذ أهل الغفلة عن الآخرة، ولا غفلة لكامل العقل” وإن الحق لا يعرف بالرجال، وإنما يعرف الرجال بالحق، فإن على الحق نورا، وقد قال الصحابى الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه “وإن على الحق نورا” هذا النور لا يمكن رؤيته إلا بعد التجرد لله سبحانه وتعالى دون مخالطة حظ أو هوى، فالقلب إذا تجرد لله تعالى وأخلص لله في العبادة وقصد معرفة الحق بصدق فسوف يريه الله عز وجل ذلك النور الذى يعلو الحق، وإن لله تعالى سننا فى خلقه لا بد أن تجرى وتتم، ومن تلك السنن الثابتة التي لا تتبدل سنة الصراع بين الحق والباطل.
فالباطل لا يحب أن يترك الحق فى أمان حتى يكون معه على باطله، فقال الله تعالى كما جاء فى سورة البقرة ” ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا” ولا يمكن أن يرضى الباطل عن الحق حتى يلحق بسوئه، فمن قبل دعوة الباطل من أهل الحق فإنها الخسارة والخزى، إن الحق هو الإسلام والطاعة والسنة والخير، وأهله هم الأنبياء والرسل وأتباعهم المقتدون بهم، والباطل هو الكفر والمعصية والبدعة والشر، وأهله هم إبليس وأتباعه وجنده من الكفرة والفسقة والعصاة والمبتدعة، وأصحاب الشبهات والشهوات، فاللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادَك المؤمنين، اللهم انصر من نصر هذا الدين، واخذل الطغاة والملاحدة والمفسدين والمنافقين، يا رب العالمين.
زر الذهاب إلى الأعلى