مقالات

الدكروري يكتب عن الصحابي الشجاع

الدكروري يكتب عن الصحابي الشجاع

الدكروري يكتب عن الصحابي الشجاع
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 10 ديسمبر 2023
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين وصلى الله وسلم على عبدالله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، إن النبل المنشود ليس مع إفلاس الفرد من أي مواصفات أو مهارات، بل مع وجود مؤهلات مادية كبيرة يقاومها الفرد للوصول إلى درجة النبل الذي يشار له بالبنان، ولقد كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم يعلم الناس أن يكونوا نبلاء في التعامل، فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدّث أصحابه إذ جاء رجل من الفقراء فجلس إلى جنب رجل من الأغنياء، فكأنه قبض من ثيابه عنه، فتغيّر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أخشيت يا فلان أن يعدو غناك عليه، وأن يعدو فقره عليك؟” قال يا رسول الله، وشر الغنى؟ قال “نعم إن غناك يدعوك إلى النار، وإن فقره يدعوه إلى الجنة” 
فقال فما ينجيني منه؟ قال “تواسيه” قال إذن أفعل، فقال الآخر لا إرب لي فيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” فاستغفر، وادعو لأخيك” ولقد ضرب صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أروع الأمثلة في البطولة والشجاعة والإقدام في المعارك والحروب وكافة مناحي الحياة، وفى اليقين التام بالله، ومن هؤلاء صحابي كريم كان مثالا في الشجاعة وقاد الكثير من المعارك، ولقب هذا الصحبي بالمرقال لأنه كان يرقل في الحرب أي يسرع، من الإرقال وهو ضرب من العدو، وكان صالحا زاهدا وهو أخو مصعب بن عمير لأمه، ويعد من التابعين الكبار وكثير من العلماء عدوه في الصحابة باعتبار إدراكه لزمن النبوة، وذكر الإمام الطبري والإمام ابن كثير قصة عجيبة لهذا الصحابي الشجاع في احدى المعارك مع الفرس. 
حيث تجمعت كتائب كثيرة لكسرى ملك الفرس تسمى بوران وأخذوا على أنفسهم عهدا ألا يزول ملك فارس ما عاشوا، وقد أعدوا معهم أسدا ضخما وشرسا يقال له المقرط لكي يرهبوا به المسلمين في المعركة، وكان الفرس قد دربوا هذا الأسد على القتال ونهش أعدائهم، وأطلقوه على المسلمين في منطقة ساباط فدب الرعب ف الصفوف، وحينها تقدم هذا الصحابي المقدام بقلب ثابت وواثق من نصر الله، وتصارع مع الأسد حتى قتلة بعدة طعنات وأرداه قتيلا، وسط ذهول جنود الفرس، حينها كبر المسلمون تكبيرة زلزلت جيش الفرس إلا أنهم ثبتوا في القتال فتقدم هذا الصحابي الجليل على رأس جيش المسلمين وظلوا يقالتون حتى فنيت كتيبة بوران عن آخرها وكانوا يعتقدون أنه لن يستطيع أحد هزيمتهم، فتقدم هذا الصحابي. 
وهو يتلو قول الله تعالى ” أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال” وبعد انتصار جيش المسلمين على كتيبة بوران وقتل الأسد أرسل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه إلى هذا الصحابي الشجاع وقبّل رأسه تكريما له، فانحني هو الآخر وقبّل قدم سعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما وهو يقول له ما لمثلك أن يقبل رأسي، إنه الصحابي الشجاع هاشم بن عتبة، المعروف بالمرقال ابن أخي سعد بن أبي وقاص، وكان قد أسلم يوم الفتح وشاركت في كثير من المعارك حتى ذهبت عينه يوم اليرموك، وكان من أمراء أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه يوم صفين واستشهد يومئذ، فبكاه الإمام علي بن أبي طالب وبكى عمار بن ياسر أيضا الذي استشهد معه، ودفنهما إلى جنب بعض، في الموضع الذي استشهدا فيه، وقبرهما اليوم في محافظة الرقة في سوريا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock