أخبار مصر

الدكروري يكتب عن الحوار بين الله وملائكته 

الدكروري يكتب عن الحوار بين الله وملائكته

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الخميس الموافق 7 ديسمبر

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن نبينا ورسولنا محمدا عليه الصلاة وأتم التسليم، أما بعد لقد كان قابيل ابن آدم كان يمتاز بأن طبعه قاسي وبعيد عن الحنان والرقة وعلى العكس تماما كان هابيل حنونا وقريبا من القلب للناس وكان عمل قابيل بمجال الزراعة كان التعامل بالتجارة يؤثر نوعا ما على تعاملاته، أما هابيل كان يرعى بالأغنام ويخرج بها ويرعاها تعلم من هذا العمل أن يكون رقيقا ولديه بعض أخلاق العطف والحنان، وكان قديما يجوز للذكر أن يتزوج من أخته ابنة أمه وبشرط ألا تكون توأمه التي ولدت معه بنفس البطن وذلك لضرورة التكاثر وكانت أخت هابيل قريبة منه جدا ولكنها كانت غير جميلة.

بينما أخت قابيل كانت رائعة بالجمال فأبى قابيل أن يتزوج من أخت هابيل لأنها غير جميلة ورضي زواج هابيل من أخته ظهرت الغيرة في نفسه تجاه أخيه، وكانوا أيضا خلال هذا الوقت يقدمون القرابين والهدايا لوجه الله تعالى وكان من علامة قبول هذا القربان أنه يُترك بمكان ما وإذا أكلته النار هي علامة أن الله تقبلها من صاحبها، وكان هابيل قدم قربانا من المواشي لله تعالى وهي دابة تمتاز بالجمال والحجم الكبير أما قابيل قدم ببعض النباتات والثمار الرديئة جدا وقدمها كقربان لله، وعندما جاؤوا باليوم التالي وجدوا أن الله تعالى تقبل من هابيل ولم يتقبل من قابيل فزاد غضب قابيل على أخيه ونشأ الحقد على أخيه وكانت هذه الحادثة أول مرة يحدث بها أن يحقد أحد من ذرية أحد على الآخر كانت الحادثة بداية أمور سيئة كثيرة.

وقد فرح الشيطان كثيرا بهذا الشعور وأخذ يوسوس بنفس قابيل على أخيه فأصبح قابيل يفكر بقتل أخيه والتخلص من الحق الذي يحمله له، وهدد قابيل هابيل وقاله له أنه سيقتله ولكنه رد عليه أنا لا أفكر بقتلك حتى لو فكرت بقتلي خلال أحد الليالي وكان هابيل غارقا بالنوم وحمل صخرة كبيرة بين يديه وتقدم نحو أخيه فرضخ رأسه باستخدام هذه الصخرة فمات على الفور وكانت هذه أول جريمة قتل تحدث منذ خلق الله آدم عليه السلام، وتبدأ الخليقة البشرية على الأرض بخلق آدم عليه السلام فاقتضت حكمة الله تعالى أن يعمر الأرض بالبشر، فخلق آدم، ولم يكن خلق آدم سرا أو أمرا مكتوما، وإنما لقي إشاعة للخبر وحوارا بين الله وملائكته في شأن هذا المخلوق ووفائه بالالتزام لما خلق له، ثم أُجري لهذا المخلوق حفل تكريمي مهم.

حضره كافة ملائكة الله وفيهم إبليس، وكان قمة التكريم لهذا المخلوق أن أمر الله هؤلاء الحضور بالسجود لآدم، فسجد الملائكة كلهم أجمعون طاعة لله، إلا إبليس، أبى أن يكون مع الساجدين، وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض فجاء منهم الأبيض والأحمر والأسود وبين ذلك، والسهل والحزن وبين ذلك، والخبيث والطيب وبين ذلك” كما ورد أن الله خلق آدم بيده، وشكله على الهيئة التي خلقه عليها، فكان نموذجا، فبقي هكذا صلصالا كالفخار أربعين سنة، فكان إبليس ينقر عليه بيده فيصدر صوتا كما لو نقر على جرة من الفخار، ثم نفخ الله فيه الروح فسرت في جسمه حتى وصلت إلى رأسه، فعطس آدم، فقال الحمد لله رب العالمين، فقال الله تبارك وتعالى يرحمك الله، وفي رواية رحمك ربك يا آدم”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock