الدكروري يكتب عن اتجاه الحركة الفكرية
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم، أما بعد فإن في تاريخنا الفكري كمسلمين كان للإسلام التأثير البالغ في طبيعة واتجاه الحركة الفكرية، التي عرفتها المجتمعات العربية والإسلامية، والتي تمثلت في مظاهر من المعرفة الجيدة لنصوص قرآننا الكريم بلغة جميلة وراقية، حتى أصبح الفكر العربي الإسلامي يحتل مكانة واضحة المعالم في العالم برُمته، وقد مثل هذا التمثيل
الريادي رواد أوائل أمثال جمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده وغيرهما إذ تركزت مجهودات البعض منهم حاليا على إصلاح أحوال الأمة، في محاولة إيجاد صيغة للالتقاء بين تراثنا الثقافي وروح العصر، كما أنها صيغة لدمج الجانبين في وحدة متكاملة.
تتكيف مع يفرضه العالم الافتراضي من مقترحات وآراء، ومعطيات جديدة للتفاعل مع مجالات الحياة الحديثة، ولكن بحذر في درجة الاندفاع نحو الإقبال على هذا العالم بما يحمله من فلسفة شملت الميادين على تنوعها، وبما تضمنته سياسته لتغيير وجه العالم إلى وجه آخر، تفرضه العولمة والقوى السياسية القوية، بخلفية المحافظة على الهيمنة العالمية، وإن الإنسان في الحقيقة محاط بين أمرين، وهما أمر قبل الإقدام على العبادة يثبطه الشيطان، فيقول لا تعمل هذا رياء ترى الناس يمدحونك وأمر ثاني بعد أن يشرع في العبادة يأتيه الشيطان أيضا، فعليه أن يدحض الشيطان وأن يستعيذ بالله منه وأن يمض في سبيله وألا يفتر فإن قال قائل إذا فرغ الإنسان من العبادة وسمع الناس يثنون عليه وفرح بهذا هل يضره ؟
فالجواب لا يضره لأن العبادة وقعت سليمة وكون الناس يثنون عليه هذا من عاجل بشرى المؤمن أن يكون محل الثناء من الناس لكن هذا بعد أن ينتهي من العبادة نهائيا سمع الناس يثنون عليه يقول الحمد لله الذي جعلني محل الثناء بالخير كذلك أيضا لو أن الإنسان فعل العبادة ولما انتهى منها سر بها فهل نقول هذا السرور إعجاب يبطل العمل ؟ لا ما يضره لأن الإعجاب أن الإنسان إذا فرغ من العبادة أعجب بنفسه وأبلي على الله بها ومن على الله بها، هذا هو الذي يبطل عمله والعياذ بالله، لكن هذا الإنسان ما خطر على باله هذا، ولكن حمد الله وفرح أن الله وفقه إلى الخير، هذا لا يضره، والنبي صلي الله عليه وسلم يقول “من سرته حسنته وساءته سيئته فذلك المؤمن” جعلنا الله وإياكم منهم، ويقول الله عز وجل فى كتابه العزيز.
“فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عمل صالحا ولا يشرك بعادة ربه أحدا” ولقد سأل رجل من الأنصار وقال “يا رسول الله من أكيس الناس؟ فقال صلى الله عليه وسلم “أكيس الناس أكثرهم ذكرا للموت، وأكثرهم استعدادا للموت، أولئك الأكياس، ذهبوا بشرف الدنيا وكرامة الآخرة” رواه الطبراني، فالعاقل اللبيب هو الذي يذكر الموت، وهو الذي يستعد للموت، وهو الذي يذكر نفسه دائما وأبدا بالموت، وهو الذي يعلم علم اليقين أن هذه الحياة مهما عاش فيها فهي قصيرة، ومهما عظمت فهي حقيرة، لأن الليل مهما طال لا بد من طلوع الفجر، ولأن العمر مهما طال لا بد من دخول القبر، ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول “الكيس أي بمعني العاقل من دان نفسه أي من حاسب نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني”.
زر الذهاب إلى الأعلى