دين ودنيا

الدكروري يكتب عن  تفسير المخزومي إلى أبي بكر بن عبدالرحمن بن الحارث في غرم أي في دين ألمّ به

الدكروري يكتب عن  تفسير المخزومي إلى أبي بكر بن عبدالرحمن بن الحارث في غرم أي في دين ألمّ به

الدكروري يكتب عن  تفسير المخزومي إلى أبي بكر بن عبدالرحمن بن الحارث في غرم أي في دين ألمّ به
بقلم / محمـــد الدكـــروري
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين الملك الحق المبين، ونصلي ونسلم ونبارك علي إمام الأنبياء والمتقين سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم، قيل أنه قال هشام بن عبدالله بن عكرمة رحمه الله جاء المطلب بن عبدالله بن حنطب المخزومي إلى أبي بكر بن عبدالرحمن بن الحارث يسأله في غرم أي في دين ألمّ به، فلما جلس قال له أبو بكر “قد أعانك الله على غرمك بعشرين ألفا” فقال له من كان معه والله ما تركت الرجل
يسألك، فقال “إذا سألني فقد أخذت منه أكثر مما أعطيته” وقيل أنه كان مُؤرّق العجلي رحمه الله يأتي بالصرة فيها الأربعمائة والخمسمائة، فيودعها إخوانه، ثم يلقاهم بعد، فيقول انتفعوا بها، فهي لكم، وقال عبيدالله بن محمد بن حفص رحمه الله تعالي قال أبي جاء رجل إلى يحيى بن طلحة بن عبيدالله.
فقال له هب لي شيئا، قال يا غلام أعطه ما معك، فأعطاه عشرين ألفا، فأخذها ليحملها، فثقلت عليه، فقعد يبكي، فقال ما يبكيك لعلك استقللتها؟ فأزيدك؟ قال لا والله ما استقللتها، ولكن بكيت على ما تأكل الأرض من كرمك، فقال له يحيى هذا الذي قلت لنا أكثر مما أعطيناك، وقيل أنه بلغ عبدالله بن المقفع رحمه الله أن جارا له يبيع داره في دين ركبه، وكان يجلس في ظل دار هذا الجار، فقال ما قمت إذًا بحرمة ظل داره إن باعها معدما أي محتاجا فدفع إليه ثمن الدار، وقال لا تبعها، وكما قال عبدالله بن محمد الفروي رحمه الله أنه اشترى عبدالله بن عامر بن كريز من خالد بن عقبة بن أبي معيط داره التي في السوق ليفتح بها بابه على السوق بثمانين أو تسعين ألفا، فلما كان من الليل سمع بكاء، فقال لأهله “ما لهؤلاء يبكون؟” 
قالوا على دارهم، قال “يا غلام، ايتهم وأعلمهم أن الدار والمال لهم” وهكذا فإن من أجلّ العبادات، وأعظم القرب، وأنفع الطاعات الصدقة على فقراء المسلمين ومساكينهم، والإنفاق على محاويجهم ممن دهمتهم الحروب فأتلفت أموالهم، وعطلت معايشهم، وأجلَتهم مِن بيوتهم وبلادهم، والبذل على من أصابتهم الأمراض والأوبئة والعاهات فأقعدتهم عن التكسب والعمل، والجود على من حلت بأرزاقهم الجوائح مِن سيول وعواصف وأعاصير وزلازل وفيضانات، والإعانة لمن خنقتهم الديون أو حبستهم في السجون، فالمنفق عليهم محسن لنفسه قبل غيره، والمنفق عليهم متسبب في بسط رزقه، وزيادة ماله، وحلول البركة فيه، ودعاء الملا ئكة له بالرزق، فإن المال الذى آتاه الله بني آدم. 
إنما أعطاهم إياه فتنة، أى اختبارا وابتلاء، لينظر هل يحسنون التصرف فيه أم يسيؤون، فمن الناس من ينفقه في شهواته المحرمة، ولذائذه التي لا تزيده من الله إلا بعدا، فهذا يكون ماله وبالا، وقد ثبت عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال” لا تزول قدم عبد يوم القيامه حتى يسأل عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه” ومن الناس من يبذل ماله في غير فائدة، ليس فى شيء محرم، ولا في شيء مفيد أو مستحب، فهذا ماله ضائع عليه، وهو نادم عليه يوم الحساب شديدا، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ” أنه نهى عن إضاعة المال” ومن الناس من ينفقه ابتغاء وجه الله، فيما يقربه إليه، وعلى حسب شريعته، فهذا ماله خيرا له.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock