مقالات

الدكروري يكتب عن شيخ المقرئين مصنف كتاب السبعة

الدكروري يكتب عن شيخ المقرئين مصنف كتاب السبعة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر التاريخية الكثير عن قراءات القرآن الكريم وقيل أنه اختلفت قراءات الأخلاف باختلاف قراءات الأسلاف من الصحابة لكن ضمن لغة قريش التي كتب بها مصحف عثمان، وقد اشتهر من هذا الجيل أبو جعفر يزيد بن القعقاع ونافع في المدينة، ومحمد من عبد الرحمن محيص وعبد الله بن
كثير في مكة، وعيسى بن عمر الثقفي والحسن البصري وعاصم الحجدري وأبو عمرو بن العلاء في البصرة، وعاصم بن أبي النجود، والأعمش سليمان من مهران، وحمزة، والكسائي في الكوفة، وعبد الله بن عامر، وفي هذه الفترة، أي منذ القرن الثاني الهجري نهض علماء القراءات يؤلفون كتبا في قراءة كل إمام نابه أو في قراءات الأئمة المختلفين، محاولين ضبط قراءة كل إمام. 
وتمييزها بجميع خصائصها عن غيرها من حيث الإدغام والإمالة والتسهيل والإظهار والإخفاء وغيرها من مصطلحات علم القراءات، وبمرور الوقت تكاثر عدد حملة القراءات القرآنية، وتعددت طرق القراءة، حتى وصلت إلى نحو خمسين قراءة، وأوشك أن يكون ذلك بابا لدخول شيء من الاضطراب على ألسنة القراء، وكان فيهم المتقن المجيد، وكان فيهم غير المتقن الذي قد يعتريه النسيان، وكان هذا الاختلاف مدعاة إلى أن يتجرد عالم من علماء القراءات ليقابل بين القراءات الكثيرة التي شاعت في العالم الإسلامي، ويستخلص فيها للأمة القراءات الصحيحة المتواترة حتى لا يتفاقم الأمر ويلتبس الباطل بالحق، وتصبح قراءة القرآن فوضى، لكل إنسان أن يقرأ حسب معرفته.
بدون بصر تام بوجوه القراءة وأصولها وقد نهض بهذا العبء الكبير ابن مجاهد، فاختار بعد بحث وموازنة وترجيح سبعة من أئمة القراءات حمل الناس على اتباع طريقتهم في جميع أنحاء العالم الإسلامي، وهذا هو الإمام المقرئ المحدث النحوي شيخ المقرئين أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد البغدادي ، مصنف كتاب ” السبعة ” وقد ولد سنة مائتين وخمس وأربعون من الهجرة، وسمع من سعدان بن نصر والرمادي ومحمد بن عبد الله المخرمي ومحمد بن إسحاق الصاغاني وعبد الله بن محمد بن شاكر وطبقتهم، وتلا على قنبل وأبي الزعراء بن عبدوس وأخذ الحروف عرضا عن طائفة، وانتهى إليه علم هذا الشأن وتصدر مدة، وقرأ عليه خلق كثير منهم عبد الواحد بن أبي هاشم. 
أبو عيسى بكار والحسن المطوعي وأبو بكر الشذائي وأبو الفرج الشنبوذي وأبو أحمد السامري وأبو علي بن حبش وأبو الحسين عبيد الله بن البواب ومنصور بن محمد القزاز، وحدث عنه ابن شاهين والدارقطني وأبو بكر بن شاذان وأبو الكتاني وأبو مسلم الكاتب وعدة، وقال أبو عمرو الداني فاق ابن مجاهد سائر نظائره مع اتساع علمه وبراعة فهمه وصدق لهجته، وظهور نسكه، وتصدر في حياة محمد بن يحيى الكسائي، وقال ابن أبي هاشم قال رجل لابن مجاهد لم لا تختار لنفسك حرفا ؟ قال نحن إلى أن تعمل أنفسنا في حفظ ما مضى عليه أئمتنا أحوج منا إلى اختيار، وقيل كان ابن مجاهد صاحب لطف وظرف يجيد معرفة الموسيقى، وكان في حلقته من الذين يأخذون على الناس أربعة وثمانون مقرئا.
وتوفي في شعبان سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، وقد مات مع ابن مجاهد، الشيخ علي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، وأبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري، وأحمد بن الحافظ بقي بن مخلد، ومحمد بن الربيع بن سليمان الجيزي وعبد الله بن محمد بن نصر المديني.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock