مقالات

الدكروري يكتب عن الإمام بين الصالح إسماعيل والصليبيين

الدكروري يكتب عن الإمام بين الصالح إسماعيل والصليبيين
بقلم / محمـــد الدكـــروري  
ذكرت المصادر الإسلامية التاريخية الكثير والكثير عن الإمام العز إبن عبد السلام وهو أبو محمد عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم بن حسن السلمي الشافعي، وقيل أن العز عندما انتقل إلي بيت المقدس وأقام به فترة ثم جاء الصالح إسماعيل والملك المنصور صاحب حمص وملوك الفرنج بعساكرهم وجيوشهم إلى بيت المقدس
يقصدون الديار المصرية، فسيّر الصالح إسماعيل بعض خواصّه إلى الشيخ بمنديله، وقال له تدفع منديلي إلى الشيخ، وتتلطف به غاية التلطف، وتستنزله وتعده بالعود إلى مناصبه على أحسن حال، فإن وافقك فتدخل به عليّ، وإن خالفك فاعتقله في خيمة إلى جانب خيمتي، فلما اجتمع الرسول بالشيخ شرع في مُسايسته وملاينته، ثم قال له بينك وبين أن تعود إلى مناصبك. 
وما كنت عليه وزيادة أن تنكسر للسلطان، وتقبّل يده لا غير، فقال له يا مسكين، ما أرضاه أن يُقبل يدي، فضلا أن أقبّل يده، يا قوم، أنتم في وادي، وأنا في وادي، والحمد لله الذي عافاني مما ابتلاكم به، فقال له قد رسم لي إن لم توافق على ما يُطلب منك وإلا اعتقلتك، فقال افعلوا ما بدا لكم، فأخذه واعتقله في خيمة إلى جانب خيمة السلطان، وأراد إسماعيل أن يتبجح أمام الصليبيين بما فعل بالعز، وكان العز يقرأ القرآن، والسلطان يسمعه، فقال لملوك الصليبيين تسمعون هذا الشيخ الذي يقرأ القرآن؟ قالو نعم، قال هذا أكبر قسُوس المسلمين، وقد حبسته لإنكاره عليَّ تسليمي حصون المسلمين، وعزلته عن الخطابة بدمشق وعن مناصبه، ثم أخرجته فجاء إلى القدس، وقد جددت حبسه واعتقاله لأجلكم، فقالت له ملوك الفرنج. 
لو كان هذا قسيسنا لغسلنا رجليه وشربنا مرقتها، وبقي العز في المعتقل حتى جاءت العساكر المصرية، فانتصروا وقتلوا عساكر الفرنج بالقدس، وانهزم أعوانهم، ونجى العز بن عبد السلام فتابع سيره إلى الديار المصرية، فأقبل عليه السلطان الصالح أيوب، وولاه خطابة مصر وقضاءها، وفوض إليه عمارة المساجد المهجورة بمصر والقاهرة، ووصل العز بن عبد السلام إلى مصر سنة ستمائة وتسع وثلاثين من الهجرة، فلقيه في مصر الملك الصالح أيوب، فاستقبله استقبالا حافلا، وأكرمه غاية الإكرام والإجلال، وعيّنه في أعلى المناصب في خطابة جامع عمرو بن العاص وقضاء القضاة، ويوصف الصالح أيوب بأنه كان طموحا، فعندما أراد أن يقوي جيشه ويصطفي قواده ويحمي نفسه.
اشترى من مال الدولة المماليك الأتراك، واستجلبهم من أواسط آسيا وغربها، ودربهم على الفروسية والفتوة والقتال، حتى نالوا ثقته، فاتسع نفوذهم حتى صاروا أمراء الجيش وقادته، وبلغ أحدهم أن صار نائب السلطان مباشرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock