مقالات

الدكروري يكتب عن مقتل شيطان بن النضير

الدكروري يكتب عن مقتل شيطان بن النضير

الدكروري يكتب عن مقتل شيطان بن النضير
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب السيرة النبوية الشريفة، عن يهود بني قريظه وما فعلوه في النبي صلي الله عليه وسلم والمسلمين، وقد حاصرهم رسول الله
صلي الله عليه وسلم، وفي نهاية ذلك الحصار قذف الله الرعب في قلوب اليهود، فاستسلموا وخضعوا لحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع أنهم كان بإمكانهم المطاولة في الحصار، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، بهم أن يقيدوا، وقيدوا فعلا، فجاءت الأوس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا محالفين لبني قريظة في الجاهلية، فقالوا‏‏ يا رسول الله، قد فعلت في بني قينقاع ما قد علمت، وهم حلفاء إخواننا الخزرج، وهؤلاء موالينا، فأحسن فيهم، فقال صلى الله عليه وسلم ” ألا ترضون أن يحكم فيهم رجل منكم “‏‏ 
قالوا‏ بلى، قال‏ صلى الله عليه وسلم ” فذاك سعد بن معاذ ” ‏ قالوا‏‏ قد رضينا فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم، في طلب سعد بن معاذ، لأنه كان في المدينة، لإصابته البالغة التي تعرض لها في الأحزاب، فجاء راكبا حمارا، فالتف حوله الأوس، وقالوا له يا سعد، أجمل في مواليك، فأحسن فيهم، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد حكمك لتحسن فيهم، وهو ساكت لا يرجع إليهم شيئا، فلما أكثروا عليه قال‏ لقد آن لسعد ألا تأخذه في الله لومة لائم، فلما سمعوا ذلك منه رجع بعضهم إلى المدينة فنعى لهم القوم، ولما انتهى سعد إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قال للصحابة‏ ” قوموا إلى سيدكم ” فلما أنزلوه قالوا‏،‏ يا سعد، إن هؤلاء قد نزلوا على حكمك، قال‏‏ وحكمي نافذ عليهم‏؟‏ قالوا‏ نعم. 
قال‏ سعد‏ وعلى المسلمين‏؟‏ قالوا‏‏ نعم، قال ‏سعد وعلى من هاهنا‏؟‏ وأعرض بوجهه وأشار إلى ناحية رسول الله صلى الله عليه وسلم، إجلالا له وتعظيما‏، قال صلى الله عليه وسلم ” نعم وعلى “‏ قال‏ سعد بن معاذ” فإني أحكم فيهم أن يقتل الرجال، وتسبى الذرية، وتقسم الأموال” فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سموات ” وعلى الفور بدأ المسلمون بتنفيذ حكم سعد بن معاذ رضى الله عنه، فجمعوا الرجال، فقتلوهم، وهكذا قتل من اليهود أربعمائة رجل وفي رواية سبعمائة، وقتل مع هؤلاء شيطان بني النضير. 
وأحد أكابر مجرمي معركة الأحزاب حيي بن أخطب، وهو والد صفية أم المؤمنين رضي الله عنها، وكان قد دخل مع بني قريظة في حصنهم حين رجعت عنهم قريش وغطفان، وفاء لكعب بن أسد بما كان عاهده عليه حينما جاء يثيره على الغدر والخيانة أيام غزوة الأحزاب، فلما أتي به، وعليه حُلة قد شقها من كل ناحية بقدر أنملة لئلا يُسلبها، مجموعة يداه إلى عنقه بحبل، قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم،‏ أما والله ما لمت نفسي في معاداتك، ولكن من يُغالب الله يُغلب، ثم قال‏ حيى بن أخطب، أيها الناس، لا بأس بأمر الله، كتاب وقَدر وملحمة كتبها الله على بني إسرائيل، ثم جلس، فضربت عنقه، فقتل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock