مقالات

الدكروري يكتب عن الصدقة تفدي من عذاب الله

الدكروري يكتب عن الصدقة تفدي من عذاب الله

الدكروري يكتب عن الصدقة تفدي من عذاب الله
بقلم / محمـــد الدكـــروري
أمرنا الله عز وجل بالإنفاق والتصدق لما في الإنفاق والتصدق الخير الكثير والثواب الجزيل من الله عز وجل، فقال ابن القيم رحمه الله فإن الصدقة تفدي من عذاب الله تعالى، فإن ذنوب العبد وخطاياه تقتضي هلاكه
فتجيء الصدقة تفديه من العذاب وتفكه منه ولهذا قال صلى الله عليه وسلم للنساء يوم العيد “يا معشر النساء تصدقن ولو من حليكن فإني رأيتكن أكثر أهل النار” وفي رواية أخرى قال صلي الله عليه وسلم “رأيت النار، ورأيت أكثرها النساء” فقال صلي الله عليه وسلم السبب في ذلك وهو أنهم “يكثرن اللعن ويكفرن العشير” ولنا الوقفة مع أم المؤمنين عائشة ومع أمهات المؤمنين، فقيل أهدى معاوية بن أبي سفيان لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ثمانين ألف، فتقول جاريتها فما جاء المساء حتى أنفقتها كلها. 
وكانت صائمة رضي الله عنها وأرضاها، فقالت لها جاريتها هلا أبقيت لنا درهما نشتري به طعاما، قالت لو ذكرتني” وإذا تكلمنا عن الكرم والجود والعطاء والسخاء فإن عكس الكرم والجود هو البخل والشح، حيث قال الله تعالي في سورة الحشر ” ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون” وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم” بل عد النبي صلى الله عليه وسلم الشح من السبع الموبقات، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “اجتنبوا السبع الموبقات وعد منها بعد الشرك بالله الشح” وإن الشح كقطع الأرحام.
ويحل الظلم والعدوان، ويجترئ الناس به على المعاصي وفعل السيئات لأن أنفسهم مريضة، ثم إن الشح ينافي الإيمان ويغضب الرحمن، وليس البر أن نشح بما آتانا الله، ثم الصدقة تطفئ غضب الرب، والشح يغضب الرب، فقال الله تعالى كما جاء في سورة الحديد ” وما لكم ألا تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السموات والأرض” وإن الكرم والجود لا يكون بالمال فقط، بل بالنفس، وهذا من أعظم الكرم والبذل والجود، ثم الجود بالعلم، ثم الجود بالنفع والجاه، ثم الجود بالعرض، ويقول الله عز وجل كما جاء في سورة البقرة ” يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون” فمن الذي كتب؟ ومن الذي فرض؟ إنه الله سبحانه وتعالي، ومن الذي يجازي على الصيام؟ 
ومن الذي يثيب؟ إنه الله عز وجل، ومن الذي يطلع على صوم الصائمين؟ إنه الله الحي القيوم، يقول الله عز وجل في الحديث القدسي “كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فأنه لي وأنا أجزي به، يدع طعامه وشهوته من أجلي” رواه البخاري ومسلم، كيف هذا؟ تصلي فيراك الناس، وتزكي فيراك الناس، وتحج فيراك الناس، إلا الصيام فمن يدري؟ لعلك قد تأكل بين الحيطان، وقد تشرب بين الجدران، لكن علام الغيوب يراك، فسبحانه وتعالي القائل ” الذي يراك حين تقوم، وتقلبك في الساجدين”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock