مقالات

 الدكروري يكتب عن الإسلام بناء شامخ

 الدكروري يكتب عن الإسلام بناء شامخ

 الدكروري يكتب عن الإسلام بناء شامخ
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الإسلام بناء شامخ، بنى على خمس دعائم، إنها العبادات الشعائرية، مثل النطق بالشهادة، وأداء الصلاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا، وإن الإسلام منهج كامل لا تقطف ثماره إلا إذا أخذ بكامله فمن قال لا
إله إلا الله بحقها دخل الجنة، قيل وما حقها، قال أن تحجزه عن محارم الله، إذن مهما قلت لا إله إلا الله، وأنت غارق في المعاصى فلا جدوى من هذا النطق، والأصل أن تلتزم، وهذه هي الشهادة، أما الصوم، فإن الصوم عبادة، لكن تحتاج إلى التزام كي نقطف ثمارها، وكذلك الصلاة فالإنسان إن لم يستقم على أمر الله لم تنفعه صلاته، فصلاته يؤديها، ويسقط عنه الفرض، لكن لم ينتفع بها، ولم يقطف ثمارها، والدليل أن رجالا لهم أعمال كجبال تهامة يجعلها الله يوم القيامة هباء منثورا. 
وأما عن الحج فأنه من وضع رجله في الركاب وقال لبيك اللهم لبيك، وكان ماله حراما، يناديه منادى أن لا لبيك ولا سعديك، وحجك مردود عليك، وكذلك الزكاة، وهذه أركان الإسلام الخمس، إن لم يصحبها التزام، وإن لم تصحبها طاعة لله عز وجل، وإن لم يصحبها تقيد بدقائق الشرع لا تنفع، وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فرأى رجلا قد اجتمع الناس عليه، وقد ظلل عليه، فقال” ما له؟ قالوا رجل صائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ليس من البر أن تصوموا في السفر “رواه البخاري ومسلم، وعن حمزة بن عمرو الأسلمي رضي الله عنه أنه قال “يا رسول الله، أجد بي قوة على الصيام في السفر، فهل عليّ جناح؟” فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم. 
“هي رخصة من الله، فمن أخذ بها فحسن، ومن أحب أن يصوم فلا جناح عليه “رواه البخارى ومسلم، وعن أبي سعيد الخدري وجابر بن عبد الله رضي الله عنهما قالا “سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيصوم الصائم، ويفطر المفطر، فلا يعيب بعضهم على بعض” رواه مسلم، وإن للمعاصي آثار بليغة في قسوة القلوب، وحرمانه من مادة حياته، فإن كنت قد سودت قلبك، ولطخت صفحات حياتك بأدران المعاصي فها هو رمضان، موسم عظيم ، يمنحك صفحة بيضاء تغسل بها قلبك، وتجدد فيها حياتك، فهيء قلبك من الآن، وإياك أن تجعل أيام رمضان كأيامك العادية، بل اجعلها غرة بيضاء في جبين أيام عمرك، فقال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما” إذا صمت فليصم سمعك، وبصرك، ولسانك عن الكذب.
والمحارم ودع أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك، ويوم فطرك سواء” فإذا كنت قبل رمضان كسولا عن شهود الصلوات في المساجد، فاعقد العزم في رمضان على عمارة بيوت الله، عسى الله تعالى أن يوفقك لذلك حتى الممات، وإذا كنت شحيحا بالمال، فاجعل رمضان موسما للبذل والجود، فهو شهر الجود والإحسان، وإذا كنت غافلا عن ذكر الله تعالى، فاجعل رمضان أيام ذكر ودعاء، وتلاوة لكتاب ربك تعالى، فهو شهر القرآن، فقال الحسن البصري رحمة الله” إن العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ من نفسه، وكانت المحاسبة من همته.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock