الدكروري يكتب عن عزل بن المهلب من السلطة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد عزل الخليفه الراشد الخامس عمر بن عبد العزيز ابن المهلب من ولاية البصرة، وطلبه من عدي بن أرطأة الفزاري فجيء به إلى الشام فطالبه بالأموال التي كانت عنده في عهد سليمان بن عبد الملك فأنكرها، فحبسه بحصن حلب أوقلعة حلب وهو قصر محصن ويعود إلى العصور الوسطى وتعتبر قلعة حلب هى إحدى أقدم وأكبر القلاع في العالم، ويعود استخدام التل الذي تتوضع عليه القلعة إلى

الألفية الثالثة قبل الميلاد، حيث احتلتها فيما بعد العديد من الحضارات بما في ذلك الإغريق والبيزنطيين والمماليك والأيوبيين، بينما يظهر أن أغلب البناء الحالي يعود إلى الفترة الأيوبية وقد أجرت عليها مؤسسة آغا خان للثقافة، والجمعية الأثرية في حلب عمليات حفظ واسعة.
حيث تقع القلعة في مركز المدينة القديمه والتي أدرجتها منظمة اليونسكو على لائحة مواقع التراث العالمي، وأما عن يزيد بن المهلب، فكان لما مرض عمر بن عبد العزيز فى المرض الذي مات فيه وثب غلمان يزيد فأخرجوه من السجن، وسار إلى البصرة فدخلها وغلب عليها سنة مائه وواحد من الهجره، وقد أرسل إلى الخليفة عمر بن عبد العزيز قائلا ” إني والله لو وثقت بحياتك لم أخرج من محبسك ولكني خفت أن يلي يزيد فيقتلني شر قتلة” وكان عدي بن أرطاة الفزاري هو أبو واثلة عدي بن أرطاة الفزاري الدمشقي وهو تابعي ومحدث وهو من رواة الحديث النبوى الشريف، وهو يعد من الثقات من أهل دمشق وكان من العقلاء الشجعان، وقد روي له البخاري.
وقد ولاه عمر بن عبد العزيز على البصرة عام تسعه وتسعين من الهجره، وقد استمر عليها حتى قامت فتنة يزيد بن المهلب في العراق حيث قتله معاوية بن يزيد بن المهلب، وكان الده هو الصحابي أرطاة الفزاري وكان أخوه هو زيد بن أرطاة الفزاري، وكان في سنة تسعه وتسعين من الهجره، قد استعمل عمر بن عبد العزيز عدي كوالي على البصرة وكان قد أمره بأسر يزيد بن المهلب فعندما قدم يزيد ليسلم عليه أوثقه فِي الحديد، وبعث بِه إلى عمر بن عبد العزيز، فحبس في الشام جتى عمر بن عبد العزيز ثم هرب وفِي سنة إحدى ومائة ودخل يزِيد بن المهلب البصرة ليلة البدر في شهر رمضان فجاذبه عدي وأشعل الحروب هناك حتى قتل، وقيل أنه قدم عدي على البصرة.
فقيد يزيد بن المهلب، ونفذه إلى عمر، فلما مات عمر، انفلت، ودعا إلى نفسه، وتسمى بالقحطاني، ونصب رايات سوداء، وقال أدعوا إلى سيرة عمر بن الخطاب، فحاربه مسلمة بن عبد الملك وقتله وكان خلال فترة ولايته أرسل له عمر بن عبد العزيز عدة رسائل منها ما ذكرها عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حيث قال ” كتب عمر بن عبد العزيز إِلَى عدي بن أرطاة أما بعد، إياك أَن تدركك الصرعةَ عند الغرة، فلا تقال العثرة، ولا تمكن مِن الرجعةَ، ولا يعذرك من تقدم عليه، ولا يحمدك من خلفت لما تركت، والسلام ” وقيل أنه قد أتى إلى دمشق رجل من البصرة يشكي عدي لعمر بن عبد العزيز فأرسل له” إنك غررتني بِعمامتك السوداء، ومجالستك القراء، وقد أظهرنا الله على كثير مما تكتمون، أما تمشون بين القبور”
زر الذهاب إلى الأعلى