الدكروري يكتب عن الخليل يطالع تركته
بقلم / محمـــد الدكـــروري
روي عن عبد الله بن الزبير أنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من صلاة في مسجدي هذا بمائة صلاة ” وعن جابر بن عبد الله قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام وصلاة

في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف فيمن سواه” وأما قوله تعالى فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم، الأفئدة جمع فؤاد وهي القلوب، وقد يعبر عن القلب بالفؤاد فكأنه قال واجعل وفودا من الناس تهوي إليهم، أي تنزع، ويقال هوي نحوه إذا مال، وقوله تهوي إليهم مأخوذ منه، وقال ابن عباس ومجاهد لو قال أفئدة الناس.
لازدحمت عليه فارس والروم والترك والهند واليهود والنصارى والمجوس، ولكن قال من الناس فهم المسلمون فقوله تهوي إليهم أي تحن إليهم، وتحن إلى زيارة البيت، وقال مجاهد ” تهوى إليهم ” أي تهواهم وتجلهم، وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون فاستجاب الله دعاءه، وأنبت لهم بالطائف سائر الأشجار، وبما يجلب إليهم من الأمصار، وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال فجاء إبراهيم بعد ما تزوج إسماعيل يطالع تركته فلم يجد إسماعيل، فسأل امرأته عنه فقالت خرج يبتغي لنا ثم سألهم عن عيشهم وهيئتهم فقالت نحن بشر، نحن في ضيق وشدة، فشكت إليه، قال فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام وقولي له يغير عتبة بابه، فلما جاء إسماعيل كأنه آنس شيئا فقال هل جاءكم من أحد.
قالت نعم جاءنا شيخ كذا وكذا فسألني عنك فأخبرته، وسألني كيف عيشتنا فأخبرته أنا في جهد وشدة، قال فهل أوصاك بشيء، قالت أمرني أن أقرأ عليك السلام، ويقول غير عتبة بابك، قال ذاك أبي وقد أمرني أن أفارقك، الحقي بأهلك، فطلقها وتزوج منهم أخرى فلبث عنهم إبراهيم ما شاء الله ثم أتاهم بعد فلم يجده، ودخل على امرأته فسألها عنه فقالت خرج يبتغي لنا، فقال كيف أنتم ؟ وسألها عن عيشهم وهيئتهم فقالت نحن بخير وسعة وأثنت على الله، فقال ما طعامكم ؟ قالت اللحم، قال فما شرابكم ؟ قالت الماء، فقال ” اللهم بارك لهم في اللحم والماء” وقال النبي صلى الله عليه وسلم ” ولم يكن لهم يومئذ حب ولو كان لهم دعا لهم فيه ” قال فهما لا يخلو عليهما أحد بغير مكة إلا لم يوافقاه، وقال ابن عباس قول الخليل إبراهيم عليه السلام.
” فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم ” أى أنه سأل أن يجعل الله الناس يهوون السكنى بمكة، فيصير بيتا محرما، وكل ذلك كان والحمد لله، وأول من سكنه قبيلة جرهم، فبعد قوله وإن الله لا يضيع أهله وكان البيت مرتفعا من الأرض كالرابية تأتيه السيول فتأخذ عن يمينه وعن شماله، وكذلك حتى مرت بهم رفقة من جرهم قافلين من طريق كذا، فنزلوا بأسفل مكة، فرأوا طائرا عائفا فقالوا، إن هذا الطائر ليدور على ماء، لعهدنا بهذا الوادي وما فيه ماء، فأرسلوا جريا أو جريين فإذا هم بالماء، فأخبروهم بالماء فأقبلوا، قال وأم إسماعيل عند الماء، فقالوا أتأذنين لنا أن ننزل عندك ؟ قالت نعم ولكن لا حق لكم في الماء، قالوا نعم، وقال ابن عباس قال النبي صلى الله عليه وسلم ” فألفى ذلك أم إسماعيل وهي تحب الأنس فنزلوا وأرسلوا إلى أهلهم فنزلوا معهم حتى إذا كان بها أهل أبيات منهم، شب الغلام.
زر الذهاب إلى الأعلى