التحذير من الفتن
✍️ .. علاء صبري
التكفير فتنة عظيمة وآفة خطيرة مزقت جسد الأمة الإسلامية في القديم
وما زالت تفعل ذلك في عصرنا هذا.
ومن المعلوم أن هذه الفتنة كانت أول البدع والفتن ظهوراً في الإسلام، فقد ظهرت مبكرا في عهد الصحابة رضي الله تعالى عنهم، في خلافة سيدنا علي بن أبي طالب رابع الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين فخرج عليه الخوارج بعد أن حكموا عليه بالكفر ومن معه فظاهرة التكفير هي أصل الخوارج ومن تبعهم من الفرق الضالة والجماعات المعاصرة المنحرفة عن منهج أهل السنة والجماعة.
وأصل هذه الفتنة اثنان هما
الأول: هو الجهل بدين الله تبارك وتعالى، وبمعاني آياته وأحكامه.
والثاني: الغلو في إصدار الأحكام والتعنت في التعامل مع أصول الدين وقواعده.
ودين الإسلام هو دين الوسطية والاعتدال وهو بين الغالي فيه والجافي عنه
وهو وسط بين طرفين، وكل جنوح عن جادة الكتاب والسنة وما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم إنما هو ميل عن الصواب وبعد عن الجادة.
التحذير من الغلو
وقد حذر ربنا في كتابه ونبينا صلى الله عليه وسلم في سنته من الغلو والتشدد عموما وعن الغلو في تكفير أهل القبلة
خصوصا في كثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية
فأما النهي العام
فمثل قوله تعالى .. يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ
أصل “الغلو” في كل شيء مجاوزة حده الذي هو حدّه. يقال منه في الدين: “قد غلا فهو يغلو غلوًّا “، وقال في تفسير الآية
“لا تجاوزوا الحق في دينكم فتفرطوا فيه.
وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التشدد عموما فقال: لا تُشدِّدوا فيُشدِّدِ اللهُ عليكم
النهي عن تكفير المسلمين
وأما النهي عن المغالاة في تكفير أهل القبلة من المسلمين فقد شدد النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عنها والتحذير من الوقوع فيها.. فمن ذلك:
أولا.. أن النبي صلى الله عليه وسلم بين لنا أن لعن المسلم والحكم عليه بالكفر كقتله
وذلك في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
.
ومن لعن مؤمنا فهو كقتله ومن قذف مؤمناً بكفر فهو كقتله
والخلاصة
هو التحذير الشديد والوعيد لكل من رمى أحدا من المسلمين بالكفر من غير دليل دامغ أو غير تأويل مقبول واضح سائغ..
ولهذا كان الأئمة يحترزون من ذلك أشد الاحتراز ويخوفون من الوقوع فيه أشد التخويف..
فالواجب في النظر ألا يكفر إلا من اتفق الجميع على تكفيره، أو قام على تكفيره
وإذا كان تكفير المعين على سبيل الشتم كقتله فكيف يكون تكفيره على سبيل الاعتقاد؟ فإن ذلك أعظم من قتله
الإقدام على تكفير المؤمنين عَسِرٌ جدا وكل من كان في قلبه
إيمانٌ يستعظمُ القولَ بتكفير أهل الأهواء والبدع مع قولهم لا إله إلا الله، محمد رسول الله، فإن التكفيرَ أمرٌ هائلٌ عظيمُ الخطر”.
فعلى كل مسلم أن يتقي الله تعالى ويحفظ لسانه ويحمي نفسه من الوقوع في هذا الأمر الخطير والخطب الهائل العظيم، نسأل الله أن يحفظنا بحفظه.
زر الذهاب إلى الأعلى