الدكروري يكتب عن لحظة الغضب

الدكروري يكتب عن لحظة الغضب
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد نهانا الإسلام عن الغضب، فلم يغضب رسول الله صلي الله عليه وسلم قط إلا أن تنتهك حرمة من محارم الله، ومن ذلك لما جاءه الفتى يستأذنه في الزنا، فعن أبي أمامة رضي الله عنه قال إن فتى شابا أتى النبي صلي الله عليه وسلم فقال يا رسول الله، ائذن لي بالزنا، فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا مه مه، فقال صلي الله عليه وسلم له “ادنه” فدنا منه قريبا، قال صلي الله عليه وسلم “أتحبه لأمك؟” قال لا والله، جعلني الله فداءك، قال صلي الله عليه وسلم “ولا الناس يحبونه لأمهاتهم” قال صلي الله عليه وسلم “أفتحبه لابنتك؟” قال لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداءك، قال صلي الله عليه وسلم “ولا الناس جميعا يحبونه لبناتهم” قال صلي الله عليه وسلم “أفتحبه لأختك؟” قال لا والله جعلني الله فداءك، قال صلي الله عليه وسلم.
“ولا الناس جميعا يحبونه لأخواتهم” قال صلي الله عليه وسلم “أفتحبه لعمتك؟” قال لا والله، جعلني الله فداءك، قال صلي الله عليه وسلم “ولا الناس جميعا يحبونه لعماتهم” قال صلي الله عليه وسلم “أفتحبه لخالتك؟” قال لا والله، جعلني الله فداءك، قال صلي الله عليه وسلم “ولا الناس جميعا يحبونه لخالاتهم” قال فوضع يده عليه، وقال صلي الله عليه وسلم “اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصّن فرجه” فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء” وفي لحظة الغضب يجب عليك استحضار مبادئك، وأخلاقك الحضارية الراقية، لكي تتصرف وفقا لها حتي لا يدفعك هذا السفيه إلي السفه مثله وتذكر دائما أنه لا يستحق أن يضيع وقتنا مع السفهاء البائسين، ومثل الكثير من العواطف الأخرى، نحتفظ بغضبنا فقط لأولئك الذين يستحقونه حقا.
وهذا فضلا عما ورد من أقوال الإمام الشافعى، طيب الله ثراه، فى كيفية التعامل مع السفهاء حيث يقول يخاطبنى السفيه بكل قبح، فأكره أن أكون له مجيبا، ويزيد سفاهة فأزيد حلما، كعود زاده الإحراق طيبا، ويقول أيضا إذا نطق السفيه فلا تجبه، فخير من إجابته السكوت، وإن كلمته فرجت عنه، وإن خليته كمدا يموت، ولكن كيف تتعامل مع السفهاء ؟ فيجب عليك التحلي بالهدوء، والصبر، والثيات الانفعالي ولتعلم أن أفضل رد علي السفيه هو عدم اجابته والصمت علي أفعاله ففي هذا الصمت تحقير له أفضل من التجاوب معه، وكذلك التجاهل هو أفضل الطرق للتعامل مع السفيه، ويجب أن تكون على علم بما فيه الكفاية لفهم أنه ببساطة لا يستحق وقتك واهتمامك، لذا عندما تتعثر بأحد السفهاء لا تفقد ما تتمتع به من ابتسامه.
وروعه، وقم بتجاهله، وتابع طريقك، ولا توقف عنده كثيرا، وهناك ايضا الفكاهة وهي طريقة صحية للتعامل مع السفهاء، اجعل الحوار يبدو كمزحه للخروج من سلاطة لسانه، واستمر بما تقوم به بالطبع، كل شخص لديه قدر محدد من قوة التسامح، لذلك إذا كان بإمكانك أن تضحك وأن تنساه، فيمكنه توفير الكثير من وقتك وطاقتك، ودائما توقع أي شيء منهم فإذا كنت لا تتوقع شيئا من أي شخص، فلن تشعر بخيبة أمل أبدا فهذا لن يجعل تشعر بصدمة ازاء ما يفعلون، أو يقولون، وبالتالي تستطع التحكم في أعصابك، وردود أفعالك تجاههم، ولنعلم جميعا لولا تميز المبدع أو الناجح و في أي مجال لاما تعرض للحسد، وهكذا عرفنا من آبائنا وأمهاتنا أن الشجرة المثمرة هي التي تقذف بالحصى.