دين ودنيا

الدكروري يكتب عن إسعاد الأسرة المسلمة

الدكروري يكتب عن إسعاد الأسرة المسلمة
بقلم / محمـــد الدكـــروري

عندما جاءت الشريعة الإسلامية لم تنهى المرأة عن أي عمل، فلا يقول الإسلام إن من المحرمات على المرأة أن تصبح عاملة، أو مزارعة، أو تاجرة، فمن حق المرأة في الشريعة الإسلامية أن تقوم بما يقوم به الرجل في العمل والزراعة والتجارة شريطة أمر واحد هو الحشمة والحفاظ على كيانها كإنسانة، فالإسلام ينهى عن التعرّي، والكشف عن أنوثة المرأة، ولا ينهى عن العمل، وكلنا نعرف أن السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها كانت صاحبة أملاك، وكانت تاجرة كبيرة، وتعرّفها على رسول الله صلي الله عليه وسلم كان عن طريق تجارتها، حيث عمل النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم لديها في تجارتها فالمرأة تستطيع أن تعمل إذا استطاعت أن تحافظ في عملها على الحجاب أو لم تختلط بالرجال الأجانب، لأنها في غير هذه الصورة تتحول إلى متعة وجنس للرجال.

وإن الدور والواجب على المرأة أن تعتني بنفسها لرفع مستواها الفكري، والسياسي، والثقافي والديني والعلمي، والاقتداء بنماذج للمرأة المجاهدة من طراز المجاهدات الكبيرات، أمثال السيدة فاطمة الزهراء، والسيدة زينب الكبرى رضي الله عنهما، وإن من أهم الأدوار الذي تلعبة الزوجة الصالحة التقية الفاضلة هو إسعاد الأسرة المسلمة، والسهر على استقرارها واستمرارها، ولقد كانت السيدة خديجة بنت خويلد مثال يحتذي به فى الحياة الزوجية للمرأة الصالحه التقية الفاضلة الصابرة المحتسبة، فلننظر جميعا كيف واست السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم عند بدء نزول الوحي، قولا وفعلا، فلقد احتوت الموقف بإيجابية، فأما مساندتها اللفظية فقد شدت من أزره برسائلها المحفزة الإيمانية بقولها.

“كلا والله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتحمل الكلّ، وتقري الضيف، وتكسب المعدوم، وتعين على نوائب الحق” وأما مساندتها الفعلية فقد أخذته إلى ابن عمها ورقة بن نوفل بن أسد بن عبدالعزى، وكان شيخا كبيرا قد عمي، فقال له “هذا الناموس الذي نزل على موسى بن عمران، يا ليتني فيها جذعا، ليتني أكون حيا إذ يُخرجك قومك” فقال النبي صلى الله عليه وسلم “أومخرجيّ هم؟” فقال “لم يأت أحد بمثل ما أَتيت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزّرا” والنبي صلى الله عليه وسلم يبين لنا أن الزواج نعمة عظيمة حقيق بأن تشكر الله عز وجل عليها، ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” فيلقى العبد ربه، فيقول الله ألم أكرمك وأسوّدك وأزوجك، وأسخر لك الخيل والإبل، وأذرك ترأس وتربع؟ فيقول بلى يا رب، فيقول أفظننت أنك ملاقيّ؟

فيقول لا فيقال “إني أنساك كما نسيتني” لكن هذه السعادة مشروطة بما إذا كانت الزوجة صالحة قال صلى الله عليه وسلم ” ثلاث من سعادة ابن آدم المرأة الصالحة، والمسكن الصالح، والمركب الصالح” رواه أحمد والطبراني والحاكم، لأن هذه المرأة الموصوفة بالصلاح تكون عونا على أعظم أمر يهم المسلم ألا وهو الدين، فقال صلى الله عليه وسلم “من رزقه الله امرأة صالحة، فقد أعانه على شطر دينه، فليتقى الله في الشطر الثاني” رواه الحاكم والطبراني، وقال صلى الله عليه وسلم “الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة” رواه مسلم وغيره، أي إن الدنيا متاع زائل، وخير ما فيها من هذا المتاع المرأة الصالحة لأنها تسعد صاحبها في الدنيا، وتعينه على أمر الآخرة، وهي خير وأبقى.

وعن محمد بن واسع قال ابن يسار “ما غبطته بثلاث “زوجة صالحة وبحار صالح، وبمسكن واسع” وقال الأصمعي “ما غبطت رجلا بشيء ما رفع أحد نفسه بعد الإيمان بالله تعالى بمثل منكح صدق، ولا وضع نفسه بعد الكفر بالله تعالى بمثل منكح سوء”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock