(شعر)
أشرف الفراني
(مصر)
إهداء إلي الروائي الليبي الكبير/ إبراهيم الكوني
الصحرا بنوته
حلوه وشعرها دهبي
عيونها بير
غضبها دوّامات وعجاج
هواها كالسراب غمّاز
لعوبه وكلها ألغاز
جمالها جنون ، زعلها لهيب
طلوعها ع البشر أخّاذ
نُحاسيه
قوامها كالجبل شاهق
جسدها ف البياض شاهق
خيال للعاشق الشارد
بُكاها نهار
وضحكتها ساعات الليل
حديثها همس
بتستني للحظة ري
دراعاتها قوافل ضي
ومين يعشق متهاهتا !
كهوف أسرار
عذابها ف الوجود أبدي
بتتعذب سياط النار
أبالقها مواكب نور
حضورها صرخة الجنِّي
فراديسها غوايه للطامعين
علي الصحرا “كتاب مفقود”
عهودها بالأمان تشمل
وجودها بالضمان أشمل
………..
يابحر الرمله يافارد
أمانك .. للفتي الشارد
يخون العهد ويبّين
فضول العمر ويساوم
أباليس الجبل ع الكنز
هاتركع تتفتح أبواب
هاتتكبر تقَّفل دونك الدنيا وتبقي عقاب
ويبقي دخولك الزائف مالوش أعتاب
وتتحّسر علي حلمك
تطول الغربه ف التفتيش
لا بتحقق وصولك يوم
ولا بتشرب كاسات النور مع الأحباب
بلوغك بالطمع أصبح مُحال
مدام قلبك عليل ومصاب
دا سرك خطوه في صعودك
ويبقي الانتظار زادك
بلوغك لو تزيد رؤياك
« ولو داقت عباراتك ح يوسع ف الوجود معناك »
عصافيرك هاتتحرر
تغني تطير
وترقص ويَّا ترانيم الخلود جوّاك
دا ظِلك صوره لغوايتَك
هاتجري وراها تتهرَّب
هاتهرب منها هتلاحقك
وتتكاثر خرافاتك
فرأس الحكمه ف وقوفك
وسدد للأفق شوفك
وسرَّب للجبل خوفك
يحيلها بالزمن جرأه
وخطي ع الثري ف خشوع
وادخل ف العدم مشهد ياكوز الطين
واخلع من علي زندك أباطيلك
وخفف حملك الكاذب
علي ضهر الحصي الساخن
ف لحظة حب هايشيلك
وراهن مخلوقات اللَّٰه علي قلبك
دليل إخلاصك الدامغ
جواز لعبورك المحنه
وكل ما تبتدئ ترمي
من الجِته طواويسها أصول الزيف
تطل برأسها من فمك
جهالتها … لسان مضحك
تزيح العبء من جوفك بحد السيف
……….
وقفت سمعت
صدي الأصوات بتتلَّبس فراغ جسمي
هويت ع الرمله حضنتني
وغطتني بنار الشمس
حَنَا الجلاد وراح يتهادي ويغرَّب
ومرّت من علي مثواي رياح بارده
صحيت م الغفوه أدهشني ارتقاء راس الجبل لَابيض
سرّت جوّا الجسد رعشه
وشيئ م الرجفه بين جلدي بتتسرّب
وشوفت الناس من العالي كما الفئران
رأيت غزلان بتتلاطف
وفات جنبي جمل اأبيض كريح خاطف
وأزهار الجبل رقصت
وسكان الكهوف غنوا لغات أخري
وحتي الرمله بتصفر
وبطن الوادي بيعفر
سمعت الصحرا بتطنطن
بتنطق أو بتستغفر
متاهتها ف وسط الليل
بتستوحش
وتمحي ذنوبي وتكّفر
وتغسل توبي وتفّتّح
طريق أنزل إلي الأخدود
لأن الخطوه ف نزولي
بدايات الرضا تكمل
وتبقي صعود .
…………………………………
* قصيدة =المتاهه= من ديوان “المتاهه” الصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة ، 2000 م
زر الذهاب إلى الأعلى