دين ودنيا

الدكروري يكتب عن السلوكيات التي تنبثق عن حب الوطن

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن من الناس اليوم من يجهر بحب بلده ثم يسرق مقدراته أو يفسد فيه ولكن يجب أن نعلم أبناءنا كل السلوكيات التي تنبثق عن حب الوطن وأنها ليست مسيرة أو شعار، بل فعل وممارسة وعندما قال القائل ارفع راسك فأنت مصري، يجب أن نترجمه الى عمل وفعل، فالطالب الذي يخرب في مدرسته فيتلف ممتلكاتها والعامل الذي يضرب عن عمله ويعطل إنتاجه، والمتنزه الذي يلقي نفاياته في طريق الناس، وأماكن جلوسهم راكب السيارة الذي يلقي علبة العصير من النافذة أو ربة البيت التي تلقي النفايات في الشارع، والموظف الذي لا يلتزم بوظيفته ولا يخدم الناس، والمعلم الذي لا يخلص لوظيفته ولا يشعر بالمسؤولية عن طلابه، ورب الأسرة الذي لا يقوم بواجب أبنائه ورعايتهم وتأديبهم وتأمين عيشهم الكريم، والأستاذ الجامعي الذي لا يرتقي بطلابه.

ولا يحفز الإبداع والتفوق فهيم، والشيخ الذي لا يغرس القيم النبيلة بين الناس بفعله، ويقول أيها الأخوة أنظروا إلى الخليل إبراهيم عليه السلام وهو يقول” رب اجعل هذا بلدا آمنا وأرزق أهله من الثمرات” فكان هذا انتماء للوطن وحب للوطن ” وأن الانتماء العائلي ليس فقط أن أحمل لقب، ولكن هو على الأقل أن أكون على صلة بأفراد عائلتي، وأن اسأل عنهم أن احترمهم، فكم من بشر يتباهون إنهم من تلك العائلة وهم لا يعلمون حتى أشكال أفرادها، فهل هذا يعتبر انتماء، فإنه من أولى مبادئ الانتماء هو أن نعلم أولادنا معنى الأهل والأسرة والعائلة، وأن يرى الأطفال أهلهم يسألون عن أقاربهم ويصلون أرحامهم، وأن يرى الأطفال أهله يحترمون أهلهم، فالانتماء هو أن نعلم أطفالنا معنى العائلة وإن نعرفهم من هي عائلتهم حتى وأن كانوا يعيشون في بلد أخر.

أليس هذا هو الانتماء أم إن هناك مفهوم أخر، وهكذا يعلمنا الإسلام كيف الانتماء للأقارب وليس التعصب الأعمى فقال عنها الرسول صلي الله عليه وسلم ” إن الرحم شجنة آخذة بحجزة الرحمن يصل من وصلها ويقطع من قطعها ” ومعنى شجنة هى الشعبة من كل شيء ويعني قرابة مشتبكة كاشتباك العروق والحجزة وهو موضع شد الإزار من الوسط، ويقال أخذ بحجزته، أى التجأ إليه واستعان به، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رجلا قال يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم ويسيئون إلي وأحلم عليهم ويجهلون علي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك ” رواه مسلم.

وإن الشريعة الإسلامية وهي التي لم تغفل عن أقل الأمور، فلم تترك سبيل النصيحة ملتبسا ولم تدع أسلوب الإصلاح غائبا، وإن أهم المعالم في طريق الإصلاح والنصيحة التثبت من الحال والعدل والإنصاف في إطلاق الأحكام واطراح الهوى، وقبل ذلك وبعده عدم التشهير وإذاعة السوء، فقال الله تعالى فى كتابه الكريم فى سورة النساء ” وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم” وقال الله تعالى فى سورة النور ” إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشه فى الذين آمنوا لهم عذاب أليم فى الدنيا والآخرة ” وهكذا فإن الوطن هو الأمن والأمان، وهو الاستقرار والأساس الذي يحيا لأجله الإنسان لأنه الكيان الذي يحتويه، ولذلك يعتبر حب الوطن من الإيمان بوجوده.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock