كتبت / عزة حسن علي
ولدت امينه ذهنى في محافظة الشرقية عام 1860
لتسكن فى باب الشعرية في محافظة القاهرة لتتفاجيء أنها تسكن بجوار منزل نجيب الريحانى
تولت أمينة ذهني مسؤولية تربية ابنتها الوحيدة بمفردها بعدما غادر زوجها الحياة إثر صراع طويل مع مرض السرطان الأمر الذي جعل أمينة تبحث عن عملٍ لتوفير مصدر دخل ثابت لها ولابنتها حتى عملت بائعة خضار وتزوجت ابنتها ولكن بعد فترة قصيرة توفيت وتركت لها ابنة صغيرة لتقوم هى بتربيتها بعد أن هرب ابوها وتركها
ورغم حالتها الاقتصادية المتدهورة إلا أنها رفضت أي مساعدات تقدم لها من جيرانها أو المقربين لها أو نجيب الريحانى الذى علم بقصتها
ولتكون مطمئنة على حفيدتها كان مطلبها الوحيد من الريحاني هو التكفل بحفيدتها بعدما ترحل
فقررالريحاني أن يقدم لها يد العون ولكن بطريقة اخرى
حيث كان الريحاني على أعتاب تصوير فيلمه “سلامة في خير“ مما دعاه لطلب أمينة ذهني لمشاركته في الفيلم عام 1937 لتؤدي دور حماته، حتى وافقت أمينة بسرعة دون تردد
وبدأت بالفعل في تصوير مشاهدها في فيلم سلامة في خيروبدأت تصوير مشاهدها وملأت الكواليس كوميديا فقد كانت تنظر كثيرا للكاميرا وتشرب السجائر فكانت المشاهد تصور كما هي دون إعادة
ويذكر أن الفيلم من إخراج نيازي مصطفى، وسيناريو وحوار الكاتب بديع خيري ونجيب الريحاني، واعتبر الفيلم واحدًا من أهم وأجمل الأعمال الكلاسيكية في السنيما المصرية
“أم ستوتة” كان اسم أمينة ذهني في الفيلم التى ادته بخفة ظل وعفوية شديدة، ولاقت نجاحًا باهرًا في دورها الأول والأخير، حتى فقدتها السنيما المصرية إلى الأبد.
بعد الانتهاء من تصوير الفيلم، أعطاها الريحاني أجرًا يبلغ 50 جنيهًا، وهو مبلغ ذو قيمة كبيرة آنذاك، فيعتبر أجر الممثل الثاني في الفيلم، ولكن الريحانى أراد مساعدتها من أجل حياتها الماساوية ولم تصدق امينه نفسها بأن هذا المبلغ الضخم اصبح لها
تلك الليلة كانت نهاية حياة أمينة ذهني ومشوارها الفني الذي بدأ وانتهى فى نفس الوقت ليحدث ما لم يكن بالحسبان امينه ذهنى اختفت
ويظل لغز اختفائها مصدر حيرة وصدمة للريحاني
حتى اكتشف السر وراء القصة الغامضة.
بعد استلام ذهني لأجر الفيلم غادرت نحو منزلها إذ اوصلها الريحانى لباب الاستوديو واوقف لها تاكسيا وأوصاه أن يصلها إلى باب منزلها لأن الريحانى كان مشغولا بعمله يمتد إلى السادسة صباح اليوم التالى
ولكن فوجيء نجيب الريحاني في اليوم التالي بان جارة امينه تدق على باب منزله وتسالة عنها لأنها تركت حفيدتها عندها منذ الليلة السابقة ولم تعد لتاخذها حتى الان
ليبدأ الريحاني ورجال الشرطة في البحث عنها ولكن دون جدوى، فقد اختفت تمامًا دون أثرًا يرشدهم إليها وحزن الريحانى حزنا شديدا لاختفاىها وعدم العثور عليها
وكان دائما فى حيره ماذا حدث لها
ولكن من جانبه
نفذ الريحانى وصية أمينة ذهني،
حيث قام بتربية حفيدتها والاعتناء بها، حتى درست الطب وغادرت إلى ألمانيا لتتزوج واستقرت على اراضيها
ظهرت ذهني على الشاشة مرة واحدة واختفت دون أن يعرف أحد ما حل بها
الى أن يكشف لغز اختفائها بديع خيري في مذكراته.
فبعد مرور 27 عامًا على تلك الحادثة وفي يوم من الأيام تم القبض على سائق تاكسي لارتكابه جريمة قتل إحدى أصدقائه، وبعد صدور حكم الإعدام ضده اعترف المتهم أنه ذات ليلة كان يقود بامراة عجوز من وسط البلد.
ليشاهدها وهي تقوم بعد مبلغ كبير من المال، ليقرر بدوره تغيير مساره والدخول نحو الصحراء، ليخبرها أن هناك عطل قد حدث في السيارة.
حتى قام بضرب الضحية على رأسها لتسقط أرضًا فيأخذ بدوره الأموال ويهرب، ليعود في صباح اليوم التالي ليراها لكنه فوجيء أن الذئاب قد أكلتها وخلفت ورائها ملابس ممزقة إثر الحادثة البشعة وبعد التحري عن هوية تلك العجوز
اكتشف أنها “أمينة ذهني“.
زر الذهاب إلى الأعلى