مقالات

الدكروري يكتب عن الحرص والطمع بقلم / محمـــد الدكـــروري إن محبة الله سبحانه وتعالى هي إحدى العبادات العظيمة، إذ إنها تقرب العبد من ربه، وترغبه في الإقبال عليه والسير إليه، وتحمل عناء الطريق الموصلة لرضاه والفوز بجنته، وقد أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن محبة الله تعالى هي إحدى الأمور التي يجد بها العبد حلاوة الإيمان، ولا بد من الإشارة إلى أن محبة الله تعالى لا تكون بالقول فحسب إنما تقتضي الامتثال لأوامره وإجتناب نواهيه وهو ما يتفاضل به الناس إذ إن أعظمهم درجة عند الله تعالى أعظمهم نصيبا من ذلك، وإن من أمراض القلب هو الحرص والطمع، وينتج عن الحرص والطمع البخل والشح، وهو من أمراض القلوب، فسبب البخل والشح الطمع والحرص وحب المال، وهذا مرض للقلب عظيم، عسير العلاج. وإن المال وسيلة إلى مقصود صحيح، وقد يجعل منه آلة ووسيلة إلى مقاصد فاسدة، فهو بحسب استخدامه يكون محمودًا أو مذموما، ولما كانت الطباع مائلة إلى اتباع الشهوات القاطعة عن سبيل الله، وكان المال مسهلا وآلة إليها، عظم الخطر فيما يزيد على قدر الكفاية من المال، فعلى العبد القناعة، فإن تشوف إلى الكثير أو طول أمله فاته عز القناعة، وتدنس لا محالة بالطمع وذل الحرص، وجرّه الحرص والطمع إلى مساوئ الأخلاق، وارتكاب المنكرات الخارقة للمروءات، والوقوف بأبواب اللئام، فإذا تيسر للعبد في الحال ما يكفيه، فلا يضطرب لأجل المستقبل، ويعينه على ذلك قصر الأمل، واليقين بأن الرزق الذي قُدر له لا بد أن يأتيه وإن لم يشتد حرصه، وأن يعرف ما في القناعة من عز الاستغناء. وما في الحرص والطمع من الذل، ثم ينظر في أحوال الأنبياء والأولياء، ويخير نفسه بين أن يكون مقتديا بأعز الخلق عند الله، أو مشابها لأراذل الناس، وعليه أن يفهم ما في جمع المال من الخطر، ففي حالة الفقر ينبغي أن يكون حال العبد القناعة وقلة الحرص، وإن كان غنيا فينبغي أن يكون حاله الإيثار والسخاء وبذل المعروف، والتباعد عن الشح والبخل، فإن الجود من أخلاق الأنبياء، فالصحيح قد يأتيه جرثوم، قوة مناعته كبيرة فيرده ويقضي عليه، لكن ضعيف المقاومة وضعيف المناعة أضعف الجراثيم يجعله مريضا، يقعده في الفراش، كذلك مرض القلب، أي شيء يفتنه، أي شيء يصرفه عن الحق ويغريه بالمعصية، لأنه في الأصل مريض، البرد قد يصيب الصحيح فلا يتأثر به عنده مقاومة. ومن كان قلبه سليما لا يتأثر بالمغريات، ولا بمظاهر القوة التي يراها عند الكفار، ولكن القلب المريض يضعفه أي شيء، فلذلك القلب المريض يزداد مرضا، وفى النهايه إن أردت أن تتقرب إلى الله لا تكفيك الاستقامة، لابد من عمل صالح ماذا بذلت؟ ماذا أعطيت لهؤلاء المسلمين؟ ماذا قدمت لعباد الله الصالحين؟ ماذا قدمت لخلق الله أجمعين؟ ماذا قدمت لغير البشر؟ هل عالجت قطة؟ هل أطعمت جائعا؟ هل سقيت حيوانا يعاني من العطش؟ لقد غفر الله لامرأة رأت كلبا يأكل الثرى من العطش، هل لك عمل صالح؟ هل حملت بعض هموم المسلمين؟ هل أنفقت بعض مالك ووقتك وجهدك الذي لا تملك إلا غيره أحيانا؟ هل أنفقت من علمك وربيت أولادك؟ لابد من حركة نحو الله عز وجل.

الدكروري يكتب عن الحرص والطمع
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن محبة الله سبحانه وتعالى هي إحدى العبادات العظيمة، إذ إنها تقرب العبد من ربه، وترغبه في الإقبال عليه والسير إليه، وتحمل عناء الطريق الموصلة لرضاه والفوز بجنته، وقد أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن محبة الله تعالى هي إحدى الأمور التي يجد بها العبد حلاوة الإيمان، ولا بد من الإشارة إلى أن محبة الله تعالى لا تكون بالقول فحسب إنما تقتضي الامتثال لأوامره وإجتناب نواهيه وهو ما يتفاضل به الناس إذ إن أعظمهم درجة عند الله تعالى أعظمهم نصيبا من ذلك، وإن من أمراض القلب هو الحرص والطمع، وينتج عن الحرص والطمع البخل والشح، وهو من أمراض القلوب، فسبب البخل والشح الطمع والحرص وحب المال، وهذا مرض للقلب عظيم، عسير العلاج.

وإن المال وسيلة إلى مقصود صحيح، وقد يجعل منه آلة ووسيلة إلى مقاصد فاسدة، فهو بحسب استخدامه يكون محمودًا أو مذموما، ولما كانت الطباع مائلة إلى اتباع الشهوات القاطعة عن سبيل الله، وكان المال مسهلا وآلة إليها، عظم الخطر فيما يزيد على قدر الكفاية من المال، فعلى العبد القناعة، فإن تشوف إلى الكثير أو طول أمله فاته عز القناعة، وتدنس لا محالة بالطمع وذل الحرص، وجرّه الحرص والطمع إلى مساوئ الأخلاق، وارتكاب المنكرات الخارقة للمروءات، والوقوف بأبواب اللئام، فإذا تيسر للعبد في الحال ما يكفيه، فلا يضطرب لأجل المستقبل، ويعينه على ذلك قصر الأمل، واليقين بأن الرزق الذي قُدر له لا بد أن يأتيه وإن لم يشتد حرصه، وأن يعرف ما في القناعة من عز الاستغناء.

وما في الحرص والطمع من الذل، ثم ينظر في أحوال الأنبياء والأولياء، ويخير نفسه بين أن يكون مقتديا بأعز الخلق عند الله، أو مشابها لأراذل الناس، وعليه أن يفهم ما في جمع المال من الخطر، ففي حالة الفقر ينبغي أن يكون حال العبد القناعة وقلة الحرص، وإن كان غنيا فينبغي أن يكون حاله الإيثار والسخاء وبذل المعروف، والتباعد عن الشح والبخل، فإن الجود من أخلاق الأنبياء، فالصحيح قد يأتيه جرثوم، قوة مناعته كبيرة فيرده ويقضي عليه، لكن ضعيف المقاومة وضعيف المناعة أضعف الجراثيم يجعله مريضا، يقعده في الفراش، كذلك مرض القلب، أي شيء يفتنه، أي شيء يصرفه عن الحق ويغريه بالمعصية، لأنه في الأصل مريض، البرد قد يصيب الصحيح فلا يتأثر به عنده مقاومة.

ومن كان قلبه سليما لا يتأثر بالمغريات، ولا بمظاهر القوة التي يراها عند الكفار، ولكن القلب المريض يضعفه أي شيء، فلذلك القلب المريض يزداد مرضا، وفى النهايه إن أردت أن تتقرب إلى الله لا تكفيك الاستقامة، لابد من عمل صالح ماذا بذلت؟ ماذا أعطيت لهؤلاء المسلمين؟ ماذا قدمت لعباد الله الصالحين؟ ماذا قدمت لخلق الله أجمعين؟ ماذا قدمت لغير البشر؟ هل عالجت قطة؟ هل أطعمت جائعا؟ هل سقيت حيوانا يعاني من العطش؟ لقد غفر الله لامرأة رأت كلبا يأكل الثرى من العطش، هل لك عمل صالح؟ هل حملت بعض هموم المسلمين؟ هل أنفقت بعض مالك ووقتك وجهدك الذي لا تملك إلا غيره أحيانا؟ هل أنفقت من علمك وربيت أولادك؟ لابد من حركة نحو الله عز وجل.

اظهر المزيد

شبكه أخبار مصر

فاطمة الشوا رئيس مجلس إدارة جريدة شبكة أخبار مصر وصاحبة الإمتياز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock