كورونا… صفعة على وجه العالم
كورونا… صفعة على وجه العالم
كتب : احمد شريف
شهد العالم في الآونة الاخيرة حالة من القلق والتوتر حين وصل بنا الحال الى العزلة في منازلنا وتقليل الاختلاط بالأشخاص سواء من الاصدقاء او المقربون والسبب حينما اعلنت منظمة الصحة العالمية عن ظهور وباء مستحدث مسمى بفيروس كورونا، ذلك الوباء الجائح الذي يقتل الالاف ويصيب الملايين.
ولكن لابد ان نفكر لماذا اصيبت الكرة الارضية بتلك الوباء اللعين، والحكمة في ذلك انه عقاب شديد من الخالق لإعادة ترتيب حساباتنا في تلك الفترة وعودة انفسنا الى الدين والاستيقاظ من الغفلة التي استسلم انفسنا لها وابتعدنا عن الدين ،فكم من مساجد مفتوحة ولم يتردد لها المسلمون لأداء الصلاة وتجد الناس تتردد على المقاهي تعبث وتلهو ناسية انه هناك اخرة وحساب ،وكم من اصحاب محال تجارية اشغلوا الطرقات بغير وجه حق بغرض تعطيل مصالح الناس ،وكم من اشخاص يسموا انفسهم فنانون افسدوا ابناءنا في ترسيخ افكار شاذة منافية لعادات وتقاليد مجتمعنا اخرجت لنا جيل من المجرمين واللصوص.
في سابقة فريدة من نوعها يتم فرض حظر على اثره غلق المطاعم والمقاهي والمدارس والجامعات مما ترتب على ذلك تعطيل حياة الناس واصبحنا معزولون عن عامة الناس خوفا من انتشار تلك الوباء القاتل الذي ظهر كالطوفان يبتلع اي شيء امامه دون سابق انذار.
الا تتخيلون يا امة محمد ان تغلق المساجد في وجه المسلمين ويمنعون من الصلاة بها ويردد المؤذن بجملة “الا صلوا في بيوتكم الا صلوا في رحالكم” والفاجعة الكبرى ان يغلق صحن الكعبة المشرفة التي دوما تستقبل الآلاف من دول العالم،هل تتخيل ان يصل بها الحال ان تغلق وتمنع بها الصلاة،لماذا حدث ذلك؟
لكن لابد ان نعلم ان هذا الابتلاء هو درس للعالم اجمع ليستيقظوا من غفلتهم ويراجعون انفسهم على ما اقترفت من افعال يندى لها الجبين ويشيب لها الرؤوس ويقشعر لها الابدان ليكون هذا الدرس عبرة لكل من اعتقد ان ماله او سلطانه سينقذه فكل شيء زائل ولا نأخذ شيئا حين نرحل من هذا العالم الفاني ،فهذا البلاء بمثابة صفعة على وجه كل ظالم ومستبد لنعيد ترتيب اوراقنا وكل ذي حق يأخذ حقه فالباطل لا ينتصر على الحق والشر لا يمحي الخير وهذه المحنة التي نمر بها لابد ان تجعلنا نرجع الى الله ضعفاء متوسلين اليه ان يزيل عنا الغمة ويرفع عنا الوباء والبلاء.
