إعداد//محمد واكد
كان هذا التساؤل يراود الكثير ، فما ينطق به النبي صلى الله عليه وسلم هو وحي من رب العزة ، فلماذا اختار الله سبحانه جُحر الضب ، ولم يختر جُحر حيوان آخر ؟
روى الإمام البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
“لتتبعنَّ سنن من كان قبلكم شبرًا شبرًا وذراعًا ذراعًا ، حتى لو دخلوا جُحر ضب تبعتموهم ، قلنا : يا رسول الله ، اليهود والنصارى ؟ قال : فمن ؟ ”
كان هناك مقطع فيديو لمجموعة من الجزيرة العربية يصطادون ضبًّا ، وهنا كانت المفاجأة !
وجدتهم يصطادون الضب عن طريق ملء جُحره ماءًا ،فيضطر للخروج فيمسكون به في الحال ..
وذلك أن الضب يقوم بعمل فتحة واحدة للجُحر ، بعكس بعض الحيوانات التي تعمل عدة فتحات للجحر بغرض التهوية والتمويه للهروب من الأعداء .
إذًا جُحره هلكه، ومميت لمن بداخله ، فلو أغلق أحد هذه الفتحة عليه لم يستطع الخروج ومات مدفونًا بداخلها ، أو يغمره بالماء فيضطر للخروج ومعروف أن جُحر الضب يجمع بين القذارة الشديدة والضيق ، فلا جمال فيه يجذب من يدخله !
وكأن الرسول صلى الله عليه وسلم يريد أن يقول لنا إنكم ستتبعون سنن الكافرين وأفعالهم وتسيرون على خطاهم خطوة خطوة ، حتى فيما اتضح قبحه وصوره ، وذلك مانجده واضحًا في كثير من القضايا التي ثبت فشلها في الغرب ، ومع ذلك نريد أن نسير عليها رغم شكوى الغرب منها ، ( كقوانين الأسرة ، والزواج المدني ، وأمراض الشذوذ ، والموضة القاتلة ، وقوانين العلاقات الأسرية ، وتحرر الفتيات من الولاية بعد سن محدد ، وحرية الرْنا ، وشرب الخمر ، حتى قصات الشعر واللبس ، وغيرها مما تشمئز منه النفوس السوية .
لقد صدق علينا قول رسولنا صلى الله عليه وسلم ، فاتبعنا الغرب الذي يقوده اليهود والنصارى شبرًا شبرًا وذراعاً ذراعا ، حتى عبادة الشيطان لم تعد سوى تعبير عن الحرية الشخصية ولقد شارفنا أن نفقد هويتنا ، بعد أن تقمصنا شخصية الغرب
ولكن يجب علينا كأمة إسلامية لها القيادة والريادة وخير أمة أخرجت للناس أن نعيد بناء شخصيتنا ، ونرفض الشخصية الضبّية ، وأن يكون منهجنا قوله تعالى : وإن هذا صراطي مستقيمًا فاتبعوه ولا تتبعوا السُبُل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون .
وإلا سُيكتب علينا وإلى الأبد ، البقاء في جُحر الضب .
زر الذهاب إلى الأعلى