بقلم د . صالح وهبة
أيام قليلة وتظهر نتيجة الثانوية العامة والكل ينتظر على أحر من الجمر شبح تنسيق الجامعات على أمل الوصول إلي كليات مثل الطب والهندسة والإعلام والاقتصاد والعلوم السياسية والتي تسمي بكليات القمة ، وفي هذا الصدد أريد أن أوجه رسالة هامة جدا لكل أبنائنا وبناتنا .
كليات قمة وكليات قاع
لا يوجد في قاموس التعليم ولا في أي دولة متقدمة ، هذا التصنيف الخاطىء في الكليات(كليات قمة وكليات قاع) ، فكل الكليات مثل بعضها ولكن الفارق هو التميز والنبوغ فيما تريد أو ترغب أن تدرسه أي( في الكلية التي على رغبتك وهواك) حتى تنبغ فيها وتعمل أبحاث ودراسات عليا ورسائل علمية مثل الماجستير والدكتوراه ، فما أكثر العلماء الذين سطر التاريخ أسماءهم بحروف من نور بين العظماء الخالدين ليسوا خريجي كليات قمة كما يسمونها
فمنهم خريجي كليات علوم ومنهم لن يدخلوا الكليات أصلا .
والشيء اللافت للنظر، والذي يشكل خطراً كبيراً حيث إن هذه الثقافة الباهتة لعبت دورا سلبيا في فكر خريجي كليات القمة “كما يسمونها” وهو أن بعض خريجي هذه الكليات ينظرون إلى خريجي الكليات الأخرى بنوع من التعالي والتفاخر ، وأنهم حالة فريدة من نوعها ولا يدركون أن العبرة تكمن في التميز “كما ذكرنا آنفا” فيما ندررسه .
الاختبارات والدرجات
الاختبارات مهمة لكن ليست كل شيء ،
الدرجات العالية جيدة لكن لا تحدد مصيرك ،
لا تسمح لاختبار واحد أو درجة منخفضة في أن تحدد كامل مستقبلك أو تسلبك أحلامك ، هناك كثير من الإمكانيات داخلك يجب استثمارها وتنشيطها ، وصدق العالم البرت اينشتاين عندما قال :
الجميع عباقرة ، لكن إن حكمت على قدرة سمكة في تسلق شجرة ، فإنها ستعيش حياتها كلها تؤمن بأنها غبية.
مقاييس نجاح الآخرين
لا تدع مقاييس نجاح الآخرين تخدعك بل نمي مواهبك وركز فيما ترغبه وابدع فيه ، فالفنان لا يهمه كثيرا التميز في الرياضيات ورجل الأعمال لا يعنيه النبوغ في التاريخ ، والموسيقي لا يهمه التميز في الفيزياء، والرياضي تهمه لياقته البدنية أكثر من الكيمياء أو الأدب الانجليزي، فليس الأطباء والمهندسين هم الوحيدين السعداء في هذه الحياة فما أكثر المهندسين الذين بلا عمل والأطباء غير الموفقين في عملهم .
نصيحتي الى أولياء الأمور
لاتتدخلوا في مستقبل أبنائكم ، دعوهم يرسموا مستقبلهم بأيديهم ، لا تتدخلوا في رغباتهم ، حتى يتفوقوا فيما يعملوه ،
, لا تملوا عليهم رغباتكم حتى لا تكونوا سببا في إعاقة طموحاتهم وميولهم .
كلمة أخيرة لكل طالب وطالبة
حب ماتعمل حتى تعمل ماتحب ، واجعل شعارك *بالإيمان بالله والتحلي بالقيم والفضائل متوجه بالثقة بالنفس ستتحول القيود الى أجنحة تحلق بها في سماء النبوغ والإبداع*
ولكل مجتهد نصيب ..
،
زر الذهاب إلى الأعلى