بقلم / محمـــد الدكـــروري
بُسر بن أبي أرطاة الأمير أبو عبد الرحمن القرشي العامري الصحابي نزيل دمشق، وهو عُمير بن عُويمر بن عمران بن الحُليس بن سيار بن نزار بن معيص بن عامر بن لؤي القرشي وكان يكنى أبا عبد الرحمن وعداده في أهل الشام، وأمه هي زينب بنت الأبرص بن الحُليس بن سيّار بن نزار بن معيص بن عامر بن لؤى، وولد بسر ولده الوليد، لأم ولد، وله عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث “لا تقطع الأيدي في الغزو ” وحديث ” اللهم أحسن عاقبتنا” وروى عنه جنادة بن أبي أمية وأيوب بن ميسرة وأبو راشد الحبراني، وقال عنه ابن يونس هو صحابي شهد فتح مصر وله بها دار وحمام ولي الحجاز واليمن لمعاوية ففعل قبائح ووسوس في آخر عمره، كما قيل أنه كان فارسا شجاعا فاتكا من أفراد الأبطال وفي صحبته تردد، وقال الواقدي أنه ولد قبل وفاة النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم بسنتين.
وقيل أنه قال الواقدي توفي النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا ثمان سنين، وقال يحيى بن معين، وأحمد بن حنبل وغيرهما أنه قبض رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو صغير، وقال أهل الشام أنه سمع من رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو أحد من بعثه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه مددا لعمرو بن العاص لفتح مصر، على اختلاف فيه أيضا فمن ذكره فيهم قال كانوا أربعة الزيبر، وعمير بن وهب، وخارجة بن حذافة، وبسر بن أرطاة، والأكثر يقولون الزبير والمقداد، وعمير، وخارجة، وقال أبو عمر وهو أولى بالصواب، قال ولم يختلفوا أن المقداد شهد فتح مصر، وعن جنادة بن أبي أمية قال كنا مع بسر بن أبي أرطاة في البحر، فأتى بسارق يقال له مصدر، قد سرق، فقال سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول ”لا تقطع الأيدي في السفر” وشهد صفين مع معاوية، وكان شديدا على علي وأصحابه.
وقال أبو عمر كان يحيى بن معين يقول لا تصح له صحبة، وكان يقول هو رجل سوء وذلك لما ركبه في الإسلام من الأمور العظام، منها ما نقله أهل الأخبار وأهل الحديث أيضا من ذبحه عبد الرحمن وقثم ابني عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب، وهما صغيران، بين يدي أمهما، وكان معاوية سيره إلى الحجاز واليمن ليقتل شيعة علي ويأخذ البيعة له، فسار إلى المدينة ففعل بها أفعالا شنيعة وسار إلى اليمن، وكان الأمير على اليمن عبيد الله بن العباس عاملا لعلي بن أبي طالب، فهرب عبيد الله، فنزلها بسر ففعل فيها هذا، وقيل إنه قتلهما بالمدينة، والأول أكثر قال وقال الدارقطني بسر بن أرطاة له صحبة، ولم تكن له استقامة بعد النبي صلي الله عليه وسلم ولما قتل ابني عبيد الله أصاب أمهما عائشة بنت عبد المدان من ذلك حزن عظيم فأنشأت تقول ها من أحس بني الذين هـما كالدرتين تشظى عنهما الصدف.
ودخل المدينة، فهرب منه كثير من أهلها منهم جابر بن عبد الله، وأبو أيوب الأنصاري، وغيرهما وقتل فيها كثيرا وأغار على همدان باليمن، وسبى نساءهم، فكن أول مسلمات سبين في الإسلام، وهدم بالمدينة دورا، وقال أحمد وابن معين لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم وقد سبى مسلمات باليمن فأقمن للبيع، وقال ابن إسحاق أنه قتل قثم وعبد الرحمن ابني عبيد الله بن العباس صغيرين باليمن فتولهت أمهما عليهما وقيل قتل جماعة من أصحاب علي وهدم بيوتهم بالمدينة وخطب فصاح يا دينار يا رزيق، شيخ سمح عهدته هاهنا بالأمس ما فعل ؟ ويعني عثمان بن عفان لولا عهد معاوية ما تركت بها محتلما إلا قتلته، ولكن قيل أنه كان له نكاية في الروم دخل وحده إلى كنيستهم، فقتل جماعة وجرح جراحات ثم تلاحق أجناده فأدركوه وهو يذب عن نفسه بسيفه فقتلوا من بقي واحتملوه.
وفي الآخر جعل له في القراب سيف من خشب لئلا يبطش بأحد، وبقي إلى حدود سنة سبعين، ويحيى بن معين يقول عنه لا تصح له صحبة، وكان يقول هو رجل سوء وذلك لما ركبه في الإسلام من الأمور العظام، وقال بن حبان كان يلي لمعاوية الأعمال، وكان إذا دعا ربما استجيب له ويعد بُسر بن أرطاة في الشاميين، وتولي حكم اليمن، وله دار بالبصرة، وكان قد صحب معاوية بن أبي سفيان، وكان عثمانيا، وقال أبو عمرو الشيباني لما وجه معاوية بن أبي سفيان بُسر بن أرطاة الفهري لقتل شيعة علي رضي الله عنه قام إليه معن أو عمرو بن يزيد بن الأخنس السلمي، وزياد بن الأشهب الجعدي فقالا يا أمير المؤمنين، نسألك بالله والرّحم ألا تجعل لبُسر على قيس سلطانا، فيقتل قيسا بما قتلت بنو سليم من بني فهر وكنانة يوم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، فقال معاوية يا بُسر لا إمرة لك على قيس، فسار حتى أتى المدينة.
زر الذهاب إلى الأعلى